خطيب الحرم المكي: أبواق ناعقة تستغل تقنيات العصر في نشر الاتجاهات الضالة

خطيب الحرم المكي: أبواق ناعقة تستغل تقنيات العصر في نشر الاتجاهات الضالة
جانب من خطبة الجمعة في المسجد الحرام أمس. "واس"

قال الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط إمام وخطيب المسجد الحرام، إن من لوازم الحياة في رحاب الدين وضروراته، حفاظ المسلم على دينه، واعتزازه به، وحمايته من الزيف والأباطيل، بالنأي به عن العقائد الفاسدة، والاتجاهات الضالة، والمبادئ الإلحادية التي تهدم ولا تبني، وتضل ولا تهدي، التي أصبح لها اليوم سوق نافقة، وأبواق ناعقة، ومسالك هدم وتخريب لا منتهى لها، ولا حد يحدها، وموجات مد عاتية تولى كبرها دعاة ضلال يلبسون الحق بالباطل، بزخرف القول، وانتهاج سبيل التشكيك في كل شيء، مستخدمين ما وفرته تقنيات العصر من قنوات ومواقع وشبكات، وغير ذلك؛ أملا في مد رواق الباطل، واغبرار وجه الحق.
وأضاف في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس، في المسجد الحرام: ذلك الذي أخبر به رسول الهدى - صلوات الله وسلامه عليه - في حديث - حذيفة بن اليمان رضي الله عنه - الذي بين فيه -عليه الصلاة والسلام - أكمل بيان واقع الناس في أعقاب الزمن، وأوضح مواقفهم أمام الفتن، ودل على سبيل السلامة منها، والاستعصام من غوائلها، والنجاة من رؤوسها ومن تولى كبرها، وأوقد نارها، وأذكى أوارها.
وبين الشيخ أسامة خياط أن في هذا الحديث دلالة على أن الأمة إن لم تعن بدينها وعقيدتها، ولم تسع جاهدة للحفاظ عليهما؛ فإنها تعرض عن أشرف الحقائق وأعظمها، وهي حقيقة صلة العبد بربه، القائمة على العدل في معاملته، بتحقيق الغاية من خلق العباد، فشرط قبول هذه العبادة ألا يعبد إلا الله، وألا يعبد الله إلا بما شرع، والحفاظ على دين الله يستلزم صونه من شوائب الدخيل المبتدع الذي لا أصل له، في كتاب ولا سنة، ولا في عمل سلف الأمة.
وذكر أن الحياة في رحاب الدين هي الحصن الحصين، والدرع المتين، والركن الشديد، الذي يأوي إليه المسلم، ويثوب إليه؛ ليحظى بطيب العيش في دنياه، والسعادة والنجاة في أخراه ذلك أنه الضياء الذي يقذفه الله في قلب الـمسلم، فينظر إلى الحقائق بنور الله، فيهتدي إلى الجادة، ويسلم من العثار في سيره إلى الله.
وأكد أنه يستلزم أيضا حمايته مما نسبه إليه أهل الغلو والتنطع وأصحاب فتنة التكفير؛ لينصروا بذلك بدعتهم، وليقووا به باطلهم، وليذكوا به نار فتنتهم التي أعقبتهم جرأة على الدم الحرام لا حدود لها، واستباحة للأنفس المعصومة التي حرم الله إلا بالحق.
وأفاد بأن الحفاظ على الدين يستلزم أيضا حمايته وصيانته من موجات الإلحاد العاتية، بالوقوف في وجه دعاتها، وصد باطلهم، ورد شبههم، وإماطة اللثام عن وسائل كيدهم للإسلام وأهله عامة، وللشباب وحدثاء الأسنان منهم خاصة؛ ليردوهم عن دينهم إن استطاعوا، أو ليلبسوا عليهم دينهم، بما ينشرون من دعاوى، وما يذيعون من شبهات لا تصمد أمام صولة الحق المستند إلى الأدلة الدامغة لشبهات الباطل، الهاتكة لأستاره، والكاشفة لعواره.
وأوضح الدكتور أسامة خياط، أن حماية جناب الدين من غلو الغالين، وتأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين، من أوكد الواجبات، وأهم المهمات؛ حتى يبقى وجه الدين مشرقا في بهاء وجمال، ومعينه مغدقا في صفاء وكمال، داعيا إلى تقوى الله والحفاظ على الدين، والذود عن حياضه، بإعمال كل الوسائل، كل بحسبه، وما تبلغه طاقته، واذكروا أن كل مسلم على ثغر من ثغور هذا الدين، فليحذر أن يؤتى الإسلام من قبله.
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام إن من أعظم ثمار حفاظ المرء على دينه، وحمايته له، وذوده عنه أن يكون المسلم موصولا بربه، مستشعرا معيته، غير عابئ بكيد أهل الأرض جميعا ومكرهم، معتزا بأن الله حسبه ومولاه، فلا يرضى أن يسام خطة خسف تستذل بها كرامته، أو يحط بها من قدره، أو تستباح بها حرماته، فهو مستيقن أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ومستيقن حق اليقين أن ذلك الدين هو الدين الحق الذي جاء به رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم - من ربه، فأخرج به العباد من الظلمات إلى النور، وهو الدين الذي كتب الله له الخلود والظهور وعدا حقا لا يتخلف ولا يتبدل.
وفي المدينة المنورة تحدث الشيخ علي الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي عن إصلاح القلوب والبعد عن كل ما يفسدها من أمراض مهلكة وأعظمها الغفلة المستحكمة.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في المسجد النبوي، إن القلب ملك الجوارح وإن للقلب أمراضا يحرم من ابتلي بها من الخير كله أعظمها الغفلة المستحكمة، التي شقي بها الكفار والمنافقون وهي التي أوجبت لهم الخلود في النار.
وأكد أن الغفلة قد تكون بانشغال المسلم عن بعض أعمال الخير وعن الأخذ بأسباب المنافع والنجاة من الشرور فيفوته من ثواب الخير بقدر ما أصابه من الغفلة ويعاقب بالمكروهات والشر بقدر غفلته بترك أسباب النجاة.

الأكثر قراءة