إنتاج النفط غير التقليدي الأسرع نموا
سيبقى إنتاج النفط غير التقليدي في أمريكا الشمالية من الصخر الزيتي مصدرا رئيسا لنمو إمدادات النفط العالمية حتى عام 2030، والإنتاج إلى عام 2040 من هذه الموارد سينمو بشكل أسرع مما كان متوقعا في السابق بسبب انخفاض التكاليف وتحسين إنتاجية الآبار، وفقا للطبعة العاشرة لتقرير منظمة أوبك عن آفاق النفط العالمية لعام 2016. وتوقع التقرير أن يكون انتعاش أسعار النفط أبطأ من المتوقع. وتفترض المنظمة الآن متوسط سعر 65 دولارا للبرميل في عام 2021، مقارنة بتقديراتها للعام الماضي التي كانت في المتوسط 80 دولارا للبرميل بحلول عام 2020. الضغوط على أسعار النفط من المتوقع أن تحد من نمو الإنتاج من خارج دول المنظمة، أي أمريكا الشمالية وأماكن أخرى، خلال العام المقبل.
بسبب انخفاض أسعار النفط، توقع التقرير انخفاضا في المعروض من خارج "أوبك" في الفترة 2016-2017 قبل أن يرتفع ببطء مرة أخرى إلى عام 2021. وشددت المنظمة على الطبيعة المتزايدة التعقيد لصناعة النفط، سواء في قطاع الاستخراج أو التكرير، وكذلك على التعديلات التي حدثت على أسواق النفط منذ انخفاض أسعار النفط التي بدأت في منتصف عام 2014. منذ تقرير المنظمة السابق، أظهرت أسواق النفط بعض الدلائل على إعادة التوازن في أساسيات العرض والطلب. ولكن، مخزونات النفط العالية لا تزال مصدر قلق كبير.
ارتفاع الإنتاج من تشكيلات النفط الصخري المنخفضة التكلفة هو السبب الرئيس لفائض المعروض. على المستوى العالمي، من المتوقع أن يصل إنتاج النفط غير التقليدي إلى 4.55 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2020 ويبلغ الذروة عند 6.73 مليون برميل في اليوم في عام 2030، حيث إن الأرجنتين وروسيا ستنضمان إلى أمريكا الشمالية كمنتجين للنفط غير التقليدي. في العام الماضي، توقعت "أوبك" أن يصل إنتاج النفط التقليدي إلى 5.19 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2020 و5.61 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2030.
عموما، هذا يعني أن انتعاش الإمدادات من خارج "أوبك" على المدى المتوسط سيكون بطيئا. من المتوقع أن تتقلص إمدادات النفط من خارج "أوبك" من 56.9 مليون برميل في اليوم في عام 2015 إلى 55.9 مليون برميل في اليوم ـــ انخفاضا بنحو واحد مليون برميل في اليوم ــــ على خلفية انخفاض الإنفاق على المشاريع الاستخراجية نتيجة تدني أسعار النفط. ومن ثم، سيكون هناك انتعاش بطيء لبقية المدى المتوسط، وذلك تمشيا مع الارتفاع التدريجي في توقعات أسعار النفط خلال الفترة.
بحلول عام 2021، تتوقع "أوبك" أن تصل الإمدادات من خارج "أوبك" إلى 58.6 مليون برميل في اليوم، معظم هذا النمو سيأتي من الولايات المتحدة، كندا وأمريكا اللاتينية. وعلى المدى الطويل، تتوقع المنظمة أن يستقر الإنتاج من خارج "أوبك" حتى بعد عام 2030. في هذا الجانب، توقع التقرير ارتفاع الإمدادات من خارج "أوبك" إلى 61.4 مليون برميل في اليوم في عام 2027 ومن ثم تنخفض ببطء إلى 58.9 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2040. وأضاف التقرير، أن النفط الصخري في الولايات المتحدة سيشكل مصدرا رئيسا لنمو الإمدادات حتى عام 2030. لكن بحلول هذا الوقت، سيبدأ النفط الصخري بالانكماش، في حين أن مصادر أخرى مثل الرمال النفطية والوقود الحيوي تصبح أكثر أهمية لنمو المعروض من خارج دول "أوبك". على خلفية انخفاض أسعار النفط وتراجع الاستثمار، تتوقع المنظمة أن ينخفض إنتاج النفط الصخري وسوائل الغاز الطبيعي غير التقليدية في عامي 2016 و2017 خارج "أوبك" قبل أن تستأنف النمو. وتضيف المنظمة، أن الإنتاج العالمي من هذه الموارد سيصل إلى ذروته عند عشرة ملايين برميل في اليوم في عام 2029 ويبقى عند هذا المستوى نسبيا لبضع سنوات يبدأ بعدها بالتراجع التدريجي ليصل إلى أقل من تسعة ملايين برميل في اليوم في عام 2040. في تلك المرحلة، يتوقع التقرير أن يأتي نحو ثمانية ملايين برميل في اليوم من هذه الموارد من الولايات المتحدة وكندا. على المدى البعيد، بعض إنتاج النفط الصخري من المتوقع أن يأتي أيضا من الأرجنتين وروسيا. التوقعات الأعلى لإنتاج النفط من خارج "أوبك" في تقرير "أوبك" لآفاق النفط العالمية لهذا العام تأتي من خفض التكاليف وتحسين الإنتاجية في قطاع النفط الصخري، وبعض هذه التحسينات من المتوقع أن تكون لها آثار دائمة.
على جانب الطلب، رفعت "أوبك" توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط على المدى المتوسط مقارنة بالعام الماضي. حيث تتوقع الآن أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى 99.2 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2021، وهذا الرقم أكثر بنحو مليون برميل في اليوم مما كان عليه في توقعات 2015. ومن المتوقع أن يصل الطلب إلى 109.4 مليون برميل في اليوم في عام 2040، حيث ستلبي "أوبك" نحو 37 في المائة من هذا الطلب مقابل 34 في المائة في عام 2016.
ويستكشف التقرير السنوي للمنظمة لهذا العام أيضا عديدا من القضايا التي قد تؤثر في كيفية تطور أسواق النفط ومزيج الطاقة العالمي في المستقبل. ومن الأمثلة على ذلك سياسات الطاقة المستقبلية، مع التركيز بشكل رئيس على الدورة الـ 21 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP21 للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، التي عقدت في باريس العام الماضي. في هذا الجانب، لاحظ التقرير أن آثار تدابير التخفيف من آثار تغير المناخ واضحة في مزيج الطاقة العالمي للسيناريو المرجعي لهذا العام من خلال التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة ومكاسب الغاز الطبيعي.
في قطاع توليد الطاقة، على سبيل المثال، هناك تحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، بعيدا عن الفحم، على وجه الخصوص، والغاز بدرجة أقل. على الرغم من انخفاض الطلب العالمي على الغاز بحلول عام 2040 مقارنة بتوقعات العام الماضي، تجدر الإشارة إلى أنه لا يزال يشهد أكبر نمو من حيث القيمة المطلقة. ولا يزال من المتوقع أن يلبي النفط والغاز نحو 53 في المائة من احتياجات الطاقة العالمية بحلول عام 2040.
من حيث النسبة المئوية، ستشهد الطاقة المتجددة ـــ بصورة خاصة الطاقة الشمسية، الرياح والطاقة الحرارية الأرضية ـــ أكبر نمو سنوي يصل إلى 6.6 في المائة، حسب التقرير. لكن، نظرا لقيمتها الأولية المنخفضة، من المتوقع أن تكون حصتها الإجمالية في مزيج الطاقة العالمي فقط 4.7 في المائة بحلول عام 2040.