«داعش» وغلاة الشيعة
هناك قاسم مشترك بين إرهابيي داعش والإرهابيين من غلاة الشيعة، هذا القاسم المشترك يتمثل في استهداف رجال الأمن. سلسلة الحوادث التي طالت رجال الأمن لدينا، تعزز أن المتطرفين من الطيفين يمارسون السلوك الشاذ نفسه المتمثل في الاستهداف الجبان بالقتل غيلة وغدرا.
إن التشابه في الجرائم الناجمة عن الغلو السني والشيعي، ينبغي أن يعزز قوتنا كمجتمع واحد، وذلك بالإبلاغ عن أي سلوك شاذ من قبل هؤلاء الغلاة.
إن استهداف مجتمعنا، مؤامرة تنسج خيوطها غربان في الداخل والخارج، وبعض هؤلاء يمارسون الفرجة والسلبية.
لقد تناوب غلاة من الشيعة مع الغلاة الدواعش في تنفيذ جرائم إرهابية متزامنة، استهدفت مواطنين وأراقت دماء، في سعي يائس من الطيفين لإحداث خلل في الأمن. وهذا لم يحدث ولن يحدث بإذن الله ثم بتضافر جهود كل أبناء هذا الوطن الشامخ الحريصين على أمن الوطن والذود عن إنسانه ومكتسباته.
ومن المستغرب، أن البعض لا يزال يجاهر بمواقفه السلبية، ويتبرع بتبريرات للإرهاب والإرهاب المضاد.
وهؤلاء المبررون سواء كان التبرير للغلاة الدواعش، أو للغلاة من الشيعة لا يدركون أنهم قد يكونون الوجبة المقبلة لا سمح الله لهذا الوحش المتطرف الأعمى.
إن من المهم التعامل مع الإرهاب باعتباره جريمة ضد الإنسان وضد الوطن، إذ إن اليد التي تتحين الفرص لاغتيال رجل أمن مهمته الدفاع عن المجتمع بكل أطيافه، هي ذاتها اليد العمياء التي استهدفت مواطنين آمنين في هذا المسجد أو ذاك. والشخصية الإرهابية المأزومة، لا تحتاج إلى أي مبرر لممارساتها الشاذة. فالشخص الداعشي والشخص الشيعي المتطرف تجمعهما غريزة القتل، ولا يجدان أي صعوبة في استنباط مبررات ساذجة لجرائمهم. وفي الزاوية الخلفية، يكمن أكثر من طرف يستثمر جرائم هذا وذاك، من أجل تحقيق غايات ضد البلد ورموزه وأبنائه وبناته.
حربنا ضد الإرهاب، حرب فاضلة، يتساوى فيها دور كل مواطن ومقيم على هذه الأرض، إذ لا يجوز غض الطرف عن أي حالة اشتباه أو سلوك مريب.
إن رجال أمننا يحملون أكفهم فوق أرواحهم، وينبغي الدعاء لهم ومعاضدتهم، والتعاون مع الجهات الأمنية من خلال الإبلاغ عن أي تجاوزات أو مظاهر تهدد المجتمع. كما لا يجوز التستر على المطلوبين أو السكوت عن الإرهابيين المحتملين أصحاب الأفكار المتشددة.