حلم المدينة الذكية السعودية

في مدينة برشلونة الإسبانية عقد الأسبوع الماضي "معرض المدينة الذكية" -Smart City . حقيقة المعرض كان يتضمن أجندات عديدة لافتة للنظر تعكس التطور التكنولوجي في العالم في هذا المجال.
لقد كان لمفهوم المعرض انبهار كبير وأنا أتجول في المعرض مطلعا على تطور المدن وإنجازاتها وما تتطلع للوصول إليه باستخدام آخر التقنيات الإلكترونية، تتنافس المدن التي تبنت حلول التقنية الذكية في إبراز ما وصلت إليه وما تأمل في الوصول إليه. ويحق لنا كخليجيين وعرب أن نفخر بمشاركة مدينة دبي "دبي لا تتحدى إلا دبي"، وبمشاركة شركات من كل دول العالم المتطور "لم يكن بينها أي شركة عربية" تم تقديم أحدث منتجاتها وأنظمتها التقنية لكل المتطلبات والخدمات في المدن وكيفية الاستفادة من التقنية في تفعيل الرقابة والمتابعة بأقل التكاليف وبشفافية تسهم في رفع مستوى الخدمة المحققة لرضا المواطن المستفيد من خلال الاستفادة من المعلومة في الوصول للقرار الأفضل والأمثل بما يحقق الخدمة من جانب ومن جانب آخر زيادة الإيرادات.
ما لفت نظري في المعرض الاهتمام بالبيئة من خلال السيارات المزودة بأنواع مختلفة من الطاقة النظيفة لإدارتها وتشغيلها، انسيابية المرور والمواصلات وكل ما يتعلق بتنظيم الحركة آليا، الإضاءة المتكاملة للمدن بالاستخدام الأمثل لأنواع الطاقة، والأنظمة الأمنية المتكاملة تسهم في الإدارة والحلول الأمثل للحوادث بأنواعها المختلفة لا سمح الله، وبالربط بكل الجهات ذات العلاقة، الخدمات المقدمة، النظافة، الماء، الكهرباء والغاز مرتبطة تقنيا لتحقيق الاستخدام الأمثل وأقل التكاليف لإدارتها.
مفرح ما رأيته وسيزداد فرحي وسعادتي لو تبنينا ذلك في مدننا. وهنا أطرح: ما الذي يمنع إحدى مدننا أن تبادر؟
الإجابة المتوقعة مركزية القرار وارتباطه بالوزارة في الرياض والاعتمادات المالية السنوية التي ستعتمد للمدينة وارتباط الخدمات بوزارات مختلفة، ممكن أن يكون الرد: مدينة الجبيل وينبع الصناعيتان لهما إدارة مركزية، المدن الصناعية المدارة من هيئة المدن الصناعية، والمدن الاقتصادية، والأفضل من وجهة نظري أن نعمل على تبني عدة مدن في مناطق مختلفة نمنحها حرية اتخاد القرار المناسب ويطلب منها العمل على بناء تصور للتحول للعمل التجاري خلال ستة أشهر مثلا وبناء آليات تنفيذه للسنوات الخمس التالية بما يشمل تبني أفضل ممارسات الشفافية بإدارة متكاملة للمجالس البلدية تبني وتدير المرافق بالشراكة مع القطاع الخاص بأرخص الأسعار وأفضل الخدمات، وأكرر منحها حرية القرار بما يشمل الاستدانة بآليات مختلقة والشراكة مع القطاع الخاص بكل الآليات وبتطبيق أفضل آليات الحوكمة.
أحلام يمكن أن تتحقق بأسرع مما نتخيل بوجود القيادات المؤهلة في كل القطاعات المهم ألا نقتلها ونحطم آمالها ببيروقراطية القرار المركزي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي