6 مرشحين لرئاسة "الصحة العالمية" يقدمون أنفسهم ورؤاهم

6  مرشحين لرئاسة "الصحة العالمية" يقدمون أنفسهم ورؤاهم

منظمة الصحة العالمية عملت دون نجاح، علينا تأسيس نماذج بديلة لتمويل البحث والتطوير في المنظمة، علينا إيصال المزيد من الأدوية للسكان الأكثر فقرا، وأيضا معالجة ارتفاع أسعار الأدوية في البلدان المتقدمة النمو .. هذه الموضوعات أصبحت أحد الاهتمامات الرئيسة لستة مرشحين لمنصب المدير العام للمنظمة، خلال حديثهم في جلسة رسمية البارحة الأولى عن مؤهلاتهم وآرائهم في كيفية إدارة المنظمة مستقبلا.

تكلم المرشحون عن إشراك شركاء آخرين بعمل منظمة الصحة العالمية خاصة ما يتعلق بالتمويل، والبعض ألمح إلى قضايا تتعلق بقطاع الصيدلة والملكية الفكرية، في حين كانت شكوك لدى البعض حول إمكانية إصلاح أغلب هذه الموضوعات. مرشح واحد أثنى على فتح الأبواب أمام الجمهور والصحافيين لسماع أطروحات المرشحين.
عمل اثنان من المرشحين الستة لمنصب المدير العام كوزراء للصحة أو الشؤون الخارجية في بلدانهم، وأربعة من المرشحين من أوروبا (فرنسا، هنغاريا، إيطاليا)، واحد من إفريقيا (إثيوبيا) واثنان من آسيا (باكستان ونيبال)، واثنان من الذين يسعون إلى المنصب من النساء، واحدة من الجنوب والأخرى من الشمال، وخمسة من المرشحين أطباء.
وبموجب إجراءات الاختيار التي تمت الموافقة عليها لأول مرة العام الماضي، سيتولى المجلس التنفيذي للمنظمة في كانون الثاني (يناير) 2017 إعداد قائمة قصيرة من خمسة مرشحين، ثم يجري مقابلات معهم، وبعدها يرشح ثلاثة منهم للتقدم إلى الاجتماع السنوي السبعين لجمعية الصحة العالمية في أيار (مايو) 2017، التي ستصوت بالدول الأعضاء كافة على مدير عام جديد يتولى منصبه في 1 تموز (يوليو) 2017. المرشحون الستة الذين تحدثوا في جلسة الاستماع:

تدروس ادهانوم جيبريسوس، (إثيوبيا)
يعد تدروس ادهانوم جيبريسوس المرشح الإثيوبي الوحيد الذي ليس طبيبا، لكن لديه شهادة دكتوراه في الصحة والاجتماع. وهو حاليا وزير خارجية إثيوبيا وكان سابقا وزير الصحة في بلاده. يعتقد جيبريسوس أنه يتمتع بسجل ما يؤهله لأن يكون أول مدير عام لمنظمة الصحة العالمية من إفريقيا.
في جلسة الاستماع التي حضرتها ”الاقتصادية”، ركز جيبريسوس حملته على ميزانية المنظمة، وقدرتها على الاستجابة لحالات الطوارئ عند تفشي وباء عالمي، كما تمكن من جمع تأييد الاتحاد الإفريقي، الذي يمثل 54 دولة إفريقية.
وقال إن مساهمات الدول في ميزانية المنظمة تمثل الآن 20 في المائة فقط من الميزانية، في حين كانت في السبعينات تمثل نسبة 80 في المائة من الميزانية، ووصفها بأنها نسبة منخفضة.

وأوضح أن اهتمامه بالصحة جاء منذ أن أصيب بمرض الملاريا وهو طفل في عمر التاسعة. مشيرا إلى أنه قادم من العالم النامي، ويمكن أن يقدم تجربة جديدة ونظرة جديدة لمنظمة الصحة العالمية.

بدوره، ألقى مندوب البرازيل شكوكا حول أطروحات وزير الخارجية الإثيوبي لقيادة العالم النامي. وقال: "على الرغم من مزاعمك أنك مرشح من دولة نامية، في رأيي، أنك تعتنق جدول أعمال (أجندة) تتماشى كثيرا مع أولويات الشمال.
وقرأ المندوب البرازيلي فقرات من تقرير قدمه جيبريسوس إلى منظمة الصحة عن ترشيحه، رأى فيها أنها لا تعكس مصالح الدول النامية، ثم سأل قائلا: كيف يمكن أن نترجم وجهات نظرك على أنك مرشح الدول النامية مع هذه الورقة؟.
رد المرشح الإثيوبي أن أولويات الرعاية الصحية الشاملة مهمة للبلدان المتقدمة والنامية على السواء. وقال "لا يوجد انقسام في قضايا الحقوق بين الشمال والجنوب … كمرشح لرئاسة منظمة الصحة العالمية، لن أخدم إفريقيا وحدها بل العالم بأسره”.

فيليب دوست-بلازي، (فرنسا)

هو المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بشأن "التمويل المبتكر". كان وزيرا للصحة، ثم وزيرا للخارجية في فرنسا. أسهم في تأسيس مشروع "يونيت أيد"، وهي وكالة للأمم المتحدة تساعد على تخفيض تكلفة علاج فيروس نقص المناعة البشرية (إيدز)، والسل، والملاريا عن طريق جمع الأموال بطرق مبتكرة، كجعل بعض الخطوط الجوية تتبرع لقضايا الصحة عن طريق إضافة رسوم إضافية صغيرة على تذاكر الطيران.
قال إنه عندما كان عمدة تولوز (فرنسا)، تمكن من إدارة ميزانية سنوية بمبلغ 1.5 مليار دولار و30 ألف موظف، وهو ما يماثل ميزانية منظمة الصحة العالمية، وقوة عاملة تتجاوز عدد موظفيها، وقال إنه سيجلب للمنظمة خبرة إدارية وتنظيمية قوية.
وأشار دوست-بلازي إلى أنه يمكن تسريع حصول الجميع على الدواء عن طريق التعامل مع سوق حيوية للأدوية لأن "الأدوية لا تزال بحاجة إلى إنتاجها”، مشيرا إلى أنه عندما لا تكون الأدوية بأسعار معقولة، ينبغي للمنظمة أن يكون لها منبر يحث صناعة المستحضرات الصيدلانية على وضع الحلول.
وأضاف أن منظمة الصحة تحتاج إلى منصة للتمويل يمكن أن تلعب دورا رئيسا في حالات الطوارئ. واقترح تأسيس مجموعة تمويل خاصة.
وتابع "أنه إذا لم تضطلع المنظمة بإصلاحات، فالجهات المانحة ستقدم القليل من التمويل، متسائلا "كيف سندفع للعلاج الكيماوي والعلاجات الفردية في أشد البلدان فقرا؟.

ميكلوس سزوكسكا، (هنغاريا)

هو طبيب ووزير سابق، بدأ كلامه بالقول: رسالتي لكم بسيطة: منظمة الصحة تحتاج إلى التغيير، وأنا عنصر التغيير، والبقاء على الوضع الحالي ليس خيارا … علينا أن نقدم نهجا جديدا وآفاقا جديدة، وإلا قد تفقد المنظمة، التي نعتز بها، دورها المؤثر في تشكيل جدول أعمال الصحة العامة للعالم، والمخاطر بعد ذلك عالية … قضايا داخلية وخارجية تعمل على تآكل دور المنظمة بوصفها ”المنظمة الصحية العالمية المحايدة الوحيدة”.
وتساءل: كيف يمكن لوزير دولة، وأكاديمي من بلد صغير في وسط أوروبا، ووافد جديد على منظمة الصحة أن يواجه جميع هذه التحديات؟ جوابه: اتركوا بلدي كونه صغيرا، الناس في العالم يواجهون مشاكل علينا مواجهتها، المسألة ليست مسألة حجم الدولة بل حجم المشكلة، لهنغاريا سجل ناجح في مواجهة مثل هذه التحديات، مثلا تنفيذها السريع لبرنامج مكافحة التدخين، ومكافحة النظام الغذائي غير الصحي. عليه، نحتاج إلى شخص يمكن أن يعيد وجه منظمة الصحة العالمية، ويمنحها حيوية جديدة ويثبت التزامه بالقيم الأساسية للمنظمة.

وتركز برنامج سزوكسكا على أربعة مجالات عمل: الأمراض السارية، وغير السارية، والتغطية الصحية الشاملة وتفشي الأوبئة، وتنمية الموارد البشرية، والابتكار والتقنية لتحسين إمكانية الوصول إلى التقنية الطبية بطريقة منصفة. وقال: الناس بحاجة إلى التوقف عن التدخين، وأن تأكل أقل وأفضل، وتمارس المزيد من الرياضة، وينبغي للشركات وضع القليل من السكر والملح في الغذاء، وقد استخدمت هنغاريا الضرائب وغيرها لخفض هذه المشاكل.
وعن الموضوع المشترك العام الذي وقف عليه المرشحون كافة، قال المرشح الهنغاري، إن نحو 80 في المائة من ميزانية المنظمة من التبرعات، لكنها تنفق نسبة 2 في المائة على أكبر القتلة من الأمراض: وهي الأمراض غير المعدية. وقال، إذا كانت المنظمة لا تملك الموارد لشن حملة شاملة على الأمراض غير المعدية، يتعين عليها محاربتها واحدا واحدا، سنة بعد سنة، وكل مرض والطريقة الخاصة بمحاربته.

وإذا كان الإثيوبي قال إنه أصيب بالملاريا في طفولته، فقد قال، سزوكسكا، إنه تأثر في بداية حياته بموت اثنين من الأجداد من جراء مرض السل، بعد أن عاشا مسلولين.

ديفيد نابارو، (النيبال)

أمضى الدكتور ديفيد نابارو 40 عاما في مجال الصحة، ويعمل حاليا في الأمم المتحدة في نيويورك. وقال إنه لا ينفصم عن الجزء العلوي من النظام القائم ولا يدفع نحو الإصلاح، لكن نحو التحول.
وأضاف "أنا لا أدعو إلى الإصلاح الكامل. أنا أدعو إلى مواصلة التحول، لا أدعو إلى قطع أجزاء شاسعة من المنظمة، أقول أن نأخذ كل شيء نقوم به، وأن نفحصه استراتيجيا، نلقي نظرة على إنجازاتنا، ثم نبحث كيف كان بمقدورنا أن نحصل على نتائج أفضل".

وبدأ نابارو إنشاء عيادات في نيبال قبل سنين طويلة، ثم عمل في بلدان حول العالم، وفي منظمة الصحة العالمية في برنامج "مكافحة الملاريا"، وأسهم في إنشاء الصندوق العالمي للإيدز، والسل، والملاريا، قبل أن ينتقل حديثا للعمل في برنامج "فيروس إيبولا". كان يعمل على فيروس الإيدز، ثم انتقل إلى العمل في مجال الأمن الغذائي، والزراعة المستدامة، والنظم الغذائية والتغذية.
وسئل، نابارو، من ممثل مالي حول الإجراءات المتعلقة بالحصول على الأدوية الأساسية في ظل قوانين منظمة التجارة العالمية والمنظمة العالمية للملكية الفكرية، وهنا أعطى المرشح النيبالي واحدة من أطول إجاباته، بل الإجابات داخل الجلسة.
قال يجب أن تكون هناك إمكانية الوصول إلى الأدوية الأساسية، وأجهزة التشخيص، والتقنيات، والحاجز الرئيس في ذلك هو التكلفة، عليه ينبغي معالجة الموضوع.
وأشار إلى أن الأسعار الآن هي "تحد عالمي" ليس فقط في البلدان الفقيرة. لافتا إلى طريقة التعامل مع هذا التحدي التي تمثلت في أولا: ينبغي لمنظمة الصحة العالمية أن تقوم "بعمل كبير" لمراقبة الأسعار، وثانيا، أن يتركز عمل المنظمة على فهم العلاقة بين تكاليف الإنتاج، وتكاليف البحوث والتطوير. باختصار، هناك الكثير الذي يمكن القيام به من خلال قنوات مختلفة، ليس فقط من زاوية براءات الاختراع، بل الحوار مع المصنعين … هذه المجالات سأباشرها عندما أكون المدير العام.
وقال ينبغي لمنظمة الصحة أن تعمل "كالفرجار في تحقيق الصحة لجميع الـ 7 مليارات نسمة في عالمنا، هذا هو السبب الذي يجعل من المنظمة مهمة جدا … ينبغي ألا يكون عملها مجرد تشغيلي، هي المرآة التي تعكس صحة العالم".
وعن الميزانية قال، إذا أصبحت منظمة الصحة مؤسسة جديرة بالثقة، وملهمة، وفعالة، عندها ينبغي ألا نقلق بشأن ميزانياتها.

الدكتورة سنية نيشتار، (باكستان)

متخصصة في أمراض القلب من جامعة إسلام أباد، وشغلت منصب الرئيس المشارك لمنظمة الصحة العالمية في اللجنة المعنية بوضع حد لبدانة الأطفال.
قالت إنه عندما انضمت إلى الحكومة الباكستانية كوزيرة في عام 2013، لم تكن هناك وزارة للصحة، وإنها ساعدت في إعادة إنشاء هذه الوزارة.
وأضافت: عملت كوزيرة في بلد يضم 200 مليون شخص، تركيزي سينصب إلى حد كبير على البلدان النامية الأحوج إلى الصحة. وقالت إنها تود أن ترى إصلاح منظمة الصحة العالمية بطريقة فعالة، وإدارة جيدة، تتسم بالشفافية، ومنظمة متماسكة خاضعة للمساءلة، وتحقق قيمة للمال الذي ينفق، وفيها دلالات قوية وعملية لصنع القرار. وقالت إنها ستقوم بتنظيم حملة عالمية، خاصة بين الدول الصناعية الكبرى، لتمويل المنظمة.
وخلال فترة الأسئلة، سئلت، نيشتار، عدة أسئلة حول تسهيل حصول الدول النامية على الأدوية مع وجود قوانين براءات الاختراع والملكية الفكرية. وقال ممثل كولومبيا، إنه على الرغم من الخطوات الكبيرة التي تحققت في الوقاية والتشخيص والعلاج من الأمراض، فالبلدان النامية لا تزال مستبعدة من كثير من فوائد العلم الحديث، "ماذا لديك من مقترحات ملموسة لمعالجة هذه المسألة، والصحة العامة، والابتكار، والملكية الفكرية، والتجارة المتعلقة بمنظمة التجارة العالمية والمنظمة العالمية للملكية الفكرية (وايبو)”.
أوضحت، نيشتار، كيف أنها تنظر إلى تراكم فوائد التنمية العلمية للعالم النامي، وكيفية تحقيق المعادلة العادلة في الحصول على الأدوية، لكنها أشارت إلى أنه لا توجد هناك في الواقع إجابة واحدة تناسب الجميع في كل الظروف والأوقات. وقالت إن أحد أوجه الوصول الميسر للأدوية الطلب من الدول الأعضاء "ممارسة مرونة كافية في اتفاق منظمة التجارة حول الأوجه التجارية لحقوق الملكية الفكرية ”تربس”، وهي مطالبة أيضا أن تكون أكثر انفتاحا في توفير البيانات. وأيدت إنشاء المنظمة آلية لمراقبة الأسعار.

الدكتورة فلافيا بوستريو، (إيطاليا)

هي المرشح الوحيد الآتي من داخل المنظمة لمنصب المدير العام. هي طبيبة متخصصة في علم الأوبئة، وتعمل حاليا مساعد المدير العام للأسرة، وصحة المرأة والطفل في منظمة الصحة العالمية. قبل ذلك، ترأست برنامج المنظمة حول الأمومة وصحة المواليد الجدد والأطفال. لديها أيضا خبرة خارج نطاق منظمة الصحة العالمية التي انتدبتها للعمل كإخصائي الصحة العامة لدى البنك الدولي في واشنطن، من 1999 إلى 2006.

ومثل المرشحين الآخرين، قالت، بوستريو، إن منظمة الصحة تحتاج إلى إعادة بناء الثقة، ورحبت بهذه الآلية الجديدة في النقاش لتحديد المدير العام والسماح للجمهور والصحافيين بحضور جلسات الاستماع.

تعهدت باستعادة ”استقرار التمويل” للمنظمة. وقالت هناك حاجة ملحة إلى جذب أفضل المواهب ... في هذه اللحظة هناك عجز في الحماس والاندفاعة، مؤكدة الحاجة إلى إقامة شراكات. وقالت إنه من الممكن أن يكون هناك حوار واسع النطاق حول التمويل، وإن لاعبين جددا آخرين يمكن أن يسهموا في تمويل الخدمات الصحية. وأضافت أن هناك حاجة إلى التبرعات الطوعية.
وسئلت، بوستريو، من ممثل روسيا كيف يمكن تعزيز جدول أعمال الصحة على الصعيد العالمي، قالت: من المهم أن تعمل المنظمة مع شركاء، ومع الجهات الفاعلة في القطاع الخاص. وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية قد بوغتت بفيروس إيبولا، لكن بعد العمل مع الشركاء، تمكنت خلال سنة واحدة من تطوير لقاح، وما كان ممكنا التعامل مع تهديد فيروس إيبولا دون العمل مع الشركات.

الأكثر قراءة