التحول الوطني الرياضي
لا شك أن القرارات التي صدرت أمس الأول من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي ترأسه الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، بشأن إعادة هيكلة القطاع الرياضي وتنميته، تعد منعطفا مهما في تاريخ الرياضة السعودية، ونقلة مهمة جدا للقطاع الذي عانى لسنوات عدة العشوائية وإدارة الهواة.
قرار خصخصة الأندية ملف معطل منذ سنوات وللتو رأى النور عندما قرر مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية خصخصة الأندية الرياضية المشاركة في دوري الدرجة الممتازة “دوري المحترفين”، وتحويلها إلى شركات، ورفع الأمر إلى مجلس الوزراء للنظر في الموافقة عليه وفقا للإجراءات النظامية اللازمة في هذا الشأن – بحسب بيان صادر عن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
الأندية السعودية أمام نقلة تاريخية ولحظة حاسمة، ستنقلها من عشوائية إدارة الهواة، إلى الإدارة المؤسساتية المحترفة القادرة على النهوض بالقطاع وتنويع مصادر دخل الأندية وهو ما يمكنها من التطور بما يخدم المنتخبات السعودية وجعلها منافسا قويا في المحافل العالمية.
لم يكن قرار الخصخصة هو القرار الوحيد الذي صدر أمس الأول من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في سبيل استنهاض القطاع الرياضي، بل كانت هناك قرارات مهمة لعل من أبرزها توجيه الهيئة العامة للرياضة والجهات المعنية باتخاذ ما يلزم لإنشاء صندوق يهتم بتنمية الرياضة في المملكة والرفع عن ذلك خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر.
وأكد بيان مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية أن من بين أهداف الصندوق، تقديم القروض والتسهيلات للأندية الرياضية، سواء التي ستخصص أو بقية الأندية الأخرى، على أن تودع فيه محصلات بيع الأندية في المراحل كافة، كما يهدف الصندوق إلى دعم الألعاب الرياضية المختلفة وتنميتها والاستثمار في المجالات المرتبطة بها، وإنشاء وتمويل حاضنات لألعاب الهواة المتعددة تحت مظلة مؤسساتية بما يوفر وظائف تزيد على 40 ألف وظيفة.
الجميل في القرارات الأخيرة، أن الغاية منها لم تقتصر على النهوض بالرياضة كقطاع شبابي يلتف الشباب والجماهير من حوله ويجعلهم يمارسون هوايتهم في اللعب أو التشجيع فقط، بل استشعرت أهمية القطاع، وسعت إلى تطويره كقطاع مهم ورافد من روافد الاقتصاد الوطني سيوفر الآلاف من الوظائف لشباب الوطن كعاملين محترفين يضافون إلى الآلاف من الممارسين للرياضة.