رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الانكشاف المهني

الدور الذي تقوم به مختلف الجهات الحكومية المسؤولة عن توطين الوظائف مهم وحيوي لحاضر ومستقبل المملكة. لا يمكن أن تنهض أي دولة بحجم وقدرة ومكونات المملكة دون أن تعتمد على أبنائها وبناتها في المجالات الحيوية والأساسية في الاقتصاد.
محاولة الربط السريع بين مكونات الطاقة البشرية المتوافرة في المملكة واحتياجات السوق, أمر مهم لكن الأهم منه هو جذب المواطنين إلى المجالات التي يمكن أن يبدعوا فيها ويحققوا الاكتفاء الذاتي الذي يضمن استمرار الاقتصاد بمختلف مكوناته قويا ومتماسكا ومتجها للأعلى.
المعادلة المعقدة التي يحدثها هذا الإشكال صعبة الحل, فدون كم كبير ودقيق من الإحصائيات، وقدر مماثل من الشفافية والمصارحة، وعمليات إعداد وتوجيه وتمكين الموارد البشرية, لن نستطيع أن نخرج من دائرة الافتقار الاقتصادي في وظائف أساسية لا يمكن أن نتركها حكرا على العمالة الوافدة.
إن المعادلة التي ستعمل الوزارات على تبني حلولها, لا بد أن تستنهض عملا مشتركا يكون مبنيا على مسؤوليات كل جهة وربطها بأهداف يقيسها المجلس الاقتصادي ويتعامل معها بسرعة لضمان أن تستمر الوتيرة واحدة في جميع المكونات. ليس مهما أن نعرف الوظائف فقط, فهناك عمليات التمكين للقادرين لأداء الوظائف, وإعداد الكوادر البشرية على المستوى المهني المناسب القادر على تحقيق النجاحات وسد الفجوات التي يمكن أن تحدث في عملية بناء المكون الوطني ووضعه أمام التحدي الحقيقي المتمثل في حمل مسؤولية الوطن والسير به للأمام.
يستدعي كل واحد من هذه المتطلبات تكوين برنامج متخصص يربط بينها ويسمح بقياس الانحرافات وعلاجها قبل أن تستفحل وتصبح صعبة أو غير قابلة للحل. التجارب الماضية في عمليات مماثلة يجب أن تكون ماثلة أمامنا كوسيلة للتعلم وإصلاح الوضع. ليس عيبا أن نخطئ ولكن العيب الحقيقي هو أن نقع في الخطأ أكثر من مرة, فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.
لهذا كانت الدروس المستفادة مادة مهمة للجميع, وهي ما يجب أن يعمل كل مسؤول على تعلمه في أول يوم يباشر فيه مهام عمله. الأفكار ليست محصورة في أشخاص أو مستويات معينة, ولا بد أن نعترف أن الإدارة والقيادة كانتا على مستوى عال خلال السنوات الماضية, العيب الأهم كان في عدم التعلم من تجارب الآخرين, والوقوع أحيانا في الأخطاء نفسها أكثر من مرة واحدة ... وفي الغد أكمل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي