إيجابية المشاركات الدولية
معرض السفر العالمي في لندن من الفرص المهمة التي تتبارى من خلالها الدول لتقديم صورتها للعالم. وكان من الأمور الجيدة أن يكون للمملكة ممثلة في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وشركائها حضور متكرر في هذه التظاهرة العالمية التي تشهد حضور نحو 186 دولة.
وقد حرص سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف على تدشين المعرض ساعة انطلاقة فعالياته صبيحة الإثنين الماضي.
إن بناء الصورة الذهنية الإيجابية مسألة مهمة جدا، والصور التي يضمها المعرض كانت مثار اهتمام الزوار. والأمر نفسه ينسحب على مشاركة الخطوط السعودية المميزة.
لقد أضحت الملتقيات العالمية منصات مهمة لبناء الفهم العادل عن المجتمعات. وقد لمست ذلك من خلال جملة أسئلة كان صداها يتردد على مسامع المسؤولين عن جناح الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني حول المملكة. وتتدرج هذه الأسئلة والتعليقات من التعبير عن الدهشة بمشاهدة ثراء المكونات السياحية والتراثية والحضارية السعودية، لتصل إلى تساؤلات ومفاهيم أعمق تتطلب حصافة وفهما وتقديرا لا تغيب عن أذهان المسؤولين الذين يمثلون المملكة هناك.
وسوف تظل مثل هذه المنابر العالمية، نافذة ضوء مهمة، نحتاج إليها وإلى وسائل أخرى من أجل صياغة الصورة التي تليق بالمملكة وحضارتها وتراثها وقيمها التي تتشارك فيها مع العالم، وفي مقدمة هذه القيم السلام والتعايش المشترك، وهي القيم التي تمثل العنوان الأول للمسلم الذي يبادرك بالسلام ويغادرك بالسلام.
إن الصور الذهنية الإيجابية عن المملكة باعتبارها حاضنة الحرمين الشريفين ومهوى أفئدة المسلمين من الأمور المهمة جدا. وقد سعدت خلال جولتي في المعرض بلقاء مجموعة من المبتعثين السعوديين منهم: فواز العنزي ومحمد الجار الله وغادة أمين الذين رشحتهم الملحقية الثقافية في المملكة المتحدة للمشاركة في استقبال ضيوف جناح المملكة، وهم بالمناسبة من المميزين والمتفوقين. هي فرصة سانحة أتاحت من خلالها الهيئة والملحقية الفرصة للاستفادة من هؤلاء الطلاب من أجل التواصل مع الزوار هناك، باعتبار أن هؤلاء الطلاب يمثلون واجهة حضارية تباهي بها المملكة؛ لأن استثمار الإنسان في المملكة يأتي على رأس الأولويات.
السؤال الذي تردد على مسامع الطلاب المبتعثين كثيرا: متى ستتاح السياحة صوب المملكة؟ وأظن أن “رؤية المملكة 2030” أعطت الجواب الشافي لذلك.