بأرواح يملؤها العطاء .. أبطال الحد الجنوبي رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
على مدار الـ 19 شهرا الماضية، ضرب رجال حرس الحدود في المملكة، أروع الأمثلة في حماية الأوطان، معلمين نظائرهم في مختلف دول العالم معاني البسالة والنبل، مجسدين بشجاعتهم بطولات، يسطرها التاريخ بحروف من نور، وتقص بعد عقود على أجيال ربما لم تأت حتى الآن، فها هي كلماتهم تعبر عما تخفي صدورهم، وما يقدمون لوطنهم وشعبهم أكبر.
#2#
"حماية بلاد الحرمين تشريف لنا، ووسام عز وكرامة".. بهذه الكلمات عبر عدد من أبطال الحد الجنوبي عن مشاعرهم ومكنونات صدورهم، مؤكدين الذود عن مملكتهم بأرواح يملؤها العطاء وتحفها وعود الرحمن بالجنة، فهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. فالعريف بلغيث الربعي، يصاب خلال أداء واجبه على الحد الجنوبي، ويأبى أن يبتعد عن خدمة دينه ووطنه، فإصابته الثالثة لم تمنعه من أن يعود بكل شجاعة، وإقدام ليذود عن أهله وأبناء وطنه، كرم الربيعي بنوط الشرف، لقاء تضحياته ومواقفه البطولية، وكل من حوله على يقين أنه ما من أجل هذا يعمل.
#3#
وفي مواقع الرصد والدفاع نجد الجنود البواسل يرفعون راية الحزم، فما بين وكيل رقيب علي عسيري، والرقيب محمد شماخ، والعريف سهل اليامي، نجد راية النصر تعلوهم، ويعلو وجوههم الشموخ والفخر، مؤكدين بصوت واحد "الوطن يستحق الكثير، والدفاع عنه واجب ووسام شرف، تتناقله الأجيال"، سائلين الله - عز وجل - أن يديم عز الوطن، وأن يحفظ قيادته وشعبه ومحبيه.
رصدت "الاقتصادية" خلال جولتها الميدانية في الخطوط الأمامية في الحد الجنوبي في منطقة نجران، برفقة الرائد علي عبدالله القحطاني المتحدث الإعلامي للمديرية العامة لحرس الحدود في المنطقة، وعدد من القيادات العسكرية، الاستعدادات الكبيرة، في ظل التنظيم العسكري، والتجهيزات المتطورة، التي تتمتع بمستوى عال من التطور لحفظ أمن الحدود، التي شملت أنظمة الرصد الحراري والعربات المصفحة الحديثة، التي تتوافر فيها أنظمة رصد وتصفيح آلي، التي كان لها بالغ الأثر في إحكام السيطرة الأمنية على طول الحدود، وأسهمت في كشف تحركات العدو على مدار الساعة.
يقول الرائد القحطاني "نحن نؤدي واجبنا لحماية بلاد الحرمين ومقدساتها، وهو شرف خصنا الله به، ودعمتنا القيادة الرشيدة بدعم لا محدود لجميع القطاعات العسكرية من أجهزة متقدمة وإمكانيات متطورة".
#4#
وأكد أن قيادة حرس الحدود في المنطقة تضم ضباطا وأفرادا على قدر كبير من المهارات والقدرات، إضافة إلى التسليح الحربي الحديث، مبينا أنه تتم إقامة دورات لجميع منسوبي القيادة من ضباط، وأفراد على رأس العمل، أو في مراكز التدريب في المنطقة وخارجها لرفع قدراتهم القتالية، والعسكرية.
ونوه بتوفير القيادة جميع الأجهزة المتقدمة، والحديثة التي أسهمت - بفضل الله - في دحر الأعداء، وإفشال مخططاتهم، كأجهزة الرصد والعربات المصفحة المطورة، التي تتوافر فيها أنظمة رصد حراري وتصفيح آلي عال تلائم البيئة الرملية، والجبلية، وإسهامها في حماية الجنود في المواقع الميدانية الأمامية.
وبين القحطاني أن ضربات العدو الفاشلة ليس لها وقت محدد، حيث دائما تنجح القوات في إحباطها قبيل اقترابها من الحدود، التي تعد خطا أحمر، ونهاية حتمية لكل من يقترب منها، وذلك بفضل الله، ثم بفضل يقظة الجنود على مدار الساعة. وأضاف أن "جميع الزملاء من ضباط وأفراد الذين تعرضوا لإصابات في ميادين الشرف يصرون على العودة سريعا إلى مواقعهم، وبحماس منقطع النظير لاستكمال واجبهم العظيم للذود، والدفاع عن الوطن الغالي"، مستشهدا بالعريف بلغيث الربعي، الذي يوجد مرابطا رغم إصابته ثلاث مرات في نفس المركز، وفي مواقع متعددة.
وفيما يخص حالات التسلل والتهريب من خلال الحدود، أوضح القحطاني أنها منخفضة جدا وبنسب ممتازة، مفتخرا بجهود رجال حرس الحدود الأبطال الذين وهبوا حياتهم فداء لهذا الوطن الغالي وحماية مقدساته من شرور العابثين.
ورغم ما تشهده منطقة نجران من هدوء نسبي، في ظل يقظة من قبل القوات للتصدي لأي عدوان أو تهديد يمس أمن الوطن، إلا أن ذلك لم يقلل من جهود رجال الحد الجنوبي، التي عجزت أمامها الميليشيات الحوثية وأتباع المخلوع صالح من الاقتراب من الحدود السعودية في ظل التنظيم العسكري، والتجهيزات المتطورة، التي تتمتع بمستوى عال من التنظيم، لحفظ أمن الحدود.