بريدة .. تحذيرات من تكرار سيناريو سيول العام الماضي

بريدة .. تحذيرات من تكرار سيناريو سيول العام الماضي
من سيول العام الماضي في بريدة. "الاقتصادية"

مع دخول موسم فصل الشتاء يتخوف أهالي مدينة بريدة من تكرار سيناريو سيول العام الماضي الذي أغرق مدينتهم، وأسفر عن إخلاء ألف شخص مساكنهم، فضلا عن الخسائر المادية والأضرار في البنية التحتية للمدينة.
وأشار لـ"الاقتصادية" الدكتور سلطان بن حسن السلطان عضو مجلس الشورى أنه يجب وضع خطة جديدة تأخذ في الاعتبار التغيرات المناخية المستقبلية، إضافة إلى توقعات تكون تجمعات المياة الناتجة عن الأمطار، في ظل وجود طرق وأساليب متقدمة لمسح الشوارع والميادين باستخدام الليزر بواسطة سيارات مخصصة.
وطالب بتنفيذ دراسات جديدة لدرء مخاطر السيول عن مدينة بريدة من خلال عدد من المختصين في الهندسة المساحية والمياة والطوبوغرافيا، مستفيدين من الحوادث السابقة للخروج بعدد من التوصيات بعد تحديد مواقع تجمع السيول ودرجة المخاطر التي سببتها في السابق.
وبين السلطان أنه يمكن الخروج بنماذج دقيقة ترصد مسار المياة وأماكن تجمعها، لافتا إلى أنه يمكن لأمانة القصيم الاستفادة من هذه التقنيات مستقبلاً لرسم خرائط ثلاثية الأبعاد تصف الواقع بدقة متناهية.
من جهته، أوضح لـ"الاقتصادية" الدكتور سليمان أبالخيل عضو المجلس البلدي في القصيم، أن بريدة وبعض مدن المملكة وكثير من مثيلاتها في العالم شرقاً وغرباً تشهد أمطارا موسمية تتعدى الحدود المعتادة وتتسبب في أضرار وأخطار كبيرة، وتكون مفاجئة وتشكل اختبارا صعباً لكثير من المؤسسات المسؤولة مسؤولية مباشرة عن الإنقاذ والإخلاء وإدارة الكوارث وتصريف مياه الأمطار وكذلك مشاريع الطرق وتصريف السيول.
وذكر أن المشكلة تكمن في استمرار الوضع دون تدابير تتخذ ولا دروس مستفادة، خاصة أن هذه التجارب مكلفة للوطن والمواطن، حيث يستمر الخطر قائما من دون تخطيط وتأهب وتوقع لحدوث كوارث نتيجة السيول والفيضانات، مشيرا إلى أن الناس تضع أيديها على قلوبها كل ما أقبلت سحابة أو بارق.
وشدد أبالخيل على ضرورة وجود مركز للرصد والإنذار المبكر، وذلك لرصد التغيرات الجوية الآتية وتقوية التواصل مع الجهات ذات العلاقة والشركاء لرفع مستوى التأهب وتحفيز العاملين بأخذ التدابير اللازمة لمواجهة المخاطر.
وأكد أهمية خطط الطوارئ والإخلاء عند جميع الجهات الحكومية والشركات، مطالبا بعرض هذه الخطط على المسؤولين، وتكون متوافقة مع الخطة الشاملة لمواجهة الأزمات والكوارث والتي لابد من أن يتبناها الجميع.
بدوره، قال لـ"الاقتصادية" محمد السويد أحد المواطنين، إن بريدة لم تشهد غرقا مثل ما حصل العام الماضي، لافتا إلى أنه مع قدوم فصل الشتاء الذي أطل أخيرا يضع الأهالي أيديهم على قلوبهم، خوفا من تكرار سيناريو سيول العام الماضي.

الأكثر قراءة