فواتير الكهرباء

تأتي فاتورة الكهرباء كل شهر بارتفاع متزايد من الارتفاعات, حتى ليخيل إلي أن هناك جائزة للموظف الذي يستطيع أن يكتشف طريقة فوترة جديدة أو رسما إضافيا يثقل به المستفيد الذي "يعتز الجميع بخدمته".
يشكو لي قارئ بالأمس من فاتورته للشهر الماضي التي تجاوزت الأربعة آلاف ريال وهو رقم خيالي بالنسبة إليه وهو من كان يعتقد أن الفاتورة ليس فيها أكثر من ثلاث خانات. رجع المستفيد للشركة ليبحث عمن يصلح الخطأ التاريخي بحقه, ليكتشف أنه ليس خطأ وإنما قرار "حكيم" من الشركة التي حولت جميع فواتير العدادات في العمارة إلى عداد واحد بسبب أنها باسم الشخص نفسه ليرتفع موقعه في فئة الاستهلاك ويدفع أربعة أضعاف المبلغ الذي كان يدفعه في السابق لجميع العدادات التي يخدم كل منها شقة منفصلة ومستقلة.
صاح بي الرجل لأنقذه مما وقع فيه من الأذى الذي لم تعطه الشركة حتى إنذارا بتنفيذه أو حتى حق المطالبة بمناقشته. يخاف المشترك أن تقوم الشركة بقطع التيار عن بيته, وهذا أيضا أمر يحتاج إلى نظرة من المشرعين. إن قامت الشركة بقطع التيار لهذا السبب, فهي تضع نفسها في موقف المشرع والمنفذ في الوقت نفسه.
هنا أتساءل عن الحلول التي يمكن أن يطرقها الشخص الذي لا يمكن أن يسدد المبلغ لأنه ليس متوافرا لديه, هل يبقى في الظلام الدامس؟ هل هناك من يمكن أن يلجأ إليه ليرفع هذا الظلم عن نفسه؟ أم أنه سيضطر للدفع ومن ثم يفتح معاملة قد تطول أو تقصر حسب طول نفس المواطن الغلبان.
ذهب الرجل إلى الشركة وأفاده مسؤول عن الفواتير بأن فاتورته لا تتجاوز 300 ريال لأي من العدادات ولكن الشركة قررت أنه لا يمكن أن يبقى في هذه البحبوحة, وأن عليه أن يدفع إجمالي المبلغ الذي يجمع ستة عدادات في فاتورة واحدة. أعود للمطالبة بأن تكون الشركة أرحم من هذا وأن يخاف مسؤولوها الله في المواطن الذي يعول أسرة كبيرة, بأن يعيدوه إلى الوضع الطبيعي.
كما أدعو الجميع للبحث في مجالات خفض التكاليف من خلال إدارة علاقات إيجابية مع العملاء بدلا من حلب جيوب المواطنين بهذه الطريقة غير المهنية .. في الغد أكمل بحول الله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي