بين أبا الخيل والعساف

تاريخ حافل نسجه الوزير إبراهيم العساف وقبله الوزير محمد أبا الخيل في وزارة المالية السعودية. لا يمكن أبدا المرور العابر من أمام تاريخ هذين الرجلين.
باشر محمد أبا الخيل عمله في وزارة المالية منذ عام 1975، بينما باشر الدكتور إبراهيم العساف عمله منذ عام 1995. خلال مسيرتيهما، شهدا كثيرا من التفاصيل، التي واكبت قصة النمو والبناء، منذ عهد الملك فيصل - يرحمه الله - مرورا بالملك خالد والملك فهد والملك عبد الله - يرحمهم الله - حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله.
يوجد في ذاكرة هذين الوزيرين كثير من قصص النجاح التي عايشاها من خلال وزارة المالية. وكنت قد تمنيت في أكثر من مقالة هنا أن يعمد كل وزير لدينا إلى تسجيل مذكراته باعتبارها جزءا من تاريخ المملكة.
وأتذكر تجارب عدد من الوزراء هنا في تسجيل سيرهم الذاتية ومن هؤلاء الدكتور عبد العزيز الخويطر - يرحمه الله - وهو بالمناسبة تم تكليفه بوزارة المالية لفترة على أثر الوعكة الصحية التي ألمت بالوزير الدكتور سليمان السليم الذي تم تعيينه وزيرا للمال لكن الأجل عاجله بعد مضي فترة قصيرة من التعيين.
دوما أستشهد بالحديث الماتع الذي قدمه محمد أبا الخيل بعد مغادرته وزارة المالية وذلك من خلال إثنينية الشيخ عثمان الصالح - يرحمه الله.
كان ذلك منذ أعوام بعيدة. لكنني ما زلت أتذكر تفاصيل حكاها الرجل عن كيفية تعامل الوزارة مع الطفرة، وكيف تعاملت الحكومة من خلال الوزارة مع التنمية والتحديث، وكيف عالجت قضية الإسكان من خلال القروض العقارية والنقاشات التي خاضها الوزير مع فريقه من أجل التعجيل بحل مشكلات الإسكان آنذاك. وإنني أشعر بأسف أن هذه التجارب لن يتعرف عليها أبناؤنا لأن مذكرات هذا الرجل لم تر النور بعد. فنحن لم نتعود على طريقة المسؤولين في الغرب، الذين ينشرون مذكراتهم فور مغادرتهم مناصبهم.
وما زلت أتمنى أن يبادر الوزيران محمد أبا الخيل والدكتور إبراهيم العساف بتسجيل التفاصيل التي يمكن التصريح بها لممارستهما الإدارة من خلال وزارة المالية، فهي شهادة للتاريخ تنقل للأجيال جزءا من تاريخ بناء هذا الوطن الشامخ. وأود هنا أن أنوه بمبادرة علي النعيمي وزير البترول الأسبق بإصدار مذكراته. ومبادرات وزراء آخرين سابقين. وبالتأكيد لا بد من التنويه بتجربة الزميل محمد السيف رئيس تحرير مجلة العربية من خلال اهتمامه بتسجيل السير الذاتية لعدد من الوزراء والمسؤولين وفي مقدمتهم كتابه عبد الله الطريقي صخور النفط ورمال السياسة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي