نزع فتيل الإرهاب لن يتوقف
تحقق كثير من الإنجازات في مجال الحرب على الإرهاب ومنظماته وأفكاره، ولكن الأهمية في استمرار وتواصل هذه الرسالة فكريا وأمنيا وعسكريا متى اقتضى الأمر ذلك، كما أن العمليات العسكرية الاستباقية لها دورها وأهميتها في المواجهة الميدانية فإن القيادة والتنسيق المشترك أصبحا من أساسيات العمل الحربي، حيث تولت المملكة هذا الدور وأنفقت ووفرت جميع متطلبات هذا العمل الجماعي لمواجهة الإرهاب دوليا وإقليميا ومحليا.
وهنا لا بد من الوقوف كثيرا في ملف إنجازات الجهات الأمنية السعودية لكشف الأساليب القذرة والدنيئة للإرهابيين التي لا تمت إلى أية عقيدة أو ديانة أو مثل وأخلاق، فقد تم بحمد الله تعالى كشف وإيقاف عملية إرهابية كانت تستهدف ملعب الجوهرة في جدة وقد أعلنت وزارة الداخلية، نجاح رجال المباحث العامة في القبض على خلية أجانب إرهابية كانت تجهز لتفجير سيارة مفخخة خلال مباراة منتخبي السعودية والإمارات لكرة القدم على ملعب الجوهرة، حيث تم إلقاء القبض على رجلين من باكستان وسوري وسوداني، تورطوا في عملية تجهيز سيارة لتفجير ملعب الجوهرة خلال المباراة.
حقيقة إن توقيت هذه المحاولة الإرهابية اليائسة تزامن مع قيام الحوثيين باستهداف بيت الله الحرام وهي جريمة تضاف إلى سلسلة الجرائم ضد المدنيين والمقدسات فالكل يعلم أن ملعب الجوهرة بجدة يتسع لأكثر من 62 ألف متفرج إضافة إلى اللاعبين والإداريين والحضور من رجال الأمن والقائمين على الخدمات في الملعب ولذا فقد كان هدفا رئيسا للمنظمات الإرهابية ولولا توفيق الله سبحانه وتعالى ثم يقظة رجال الأمن لحدثت كارثة إنسانية وخسائر جمة في الأرواح والممتلكات.
والجميع يعلم أن بلاد الحرمين الشريفين باتت مستهدفة في أمنها واستقرارها من أكثر من جهة معادية وهذا العداء والكيد هو ضد الإسلام والمسلمين وضد مصالحنا في الداخل والخارج ولذا فإن اليقظة الدائمة ومتابعة الإرهابيين قبل تنفيذ جرائمهم البالغة الخطورة أصبحت عملا يوميا بل قضية هاجس دائم وخطر متوقع بين الحين والآخر.
إن استباق الحدث والتدخل السريع قبل تمكن الإرهاب من هدفه عمل متواصل ومستمر وقد برعت فيه الجهات الأمنية حيث تعمل العيون الساهرة ليل نهار على مدار الساعة وفي مواقع مختلفة وقد استطاعت نزع فتيل الإرهاب في مرات عديدة ولن تكون هذه المرة الأخيرة.
إن خطورة الإرهاب تتجاوز دول الخليج العربي وتتجاوز دول الشرق الأوسط، وما الأحداث الأخيرة في بلجيكا سوى شاهد على مدى ضرورة الالتزام الدولي والتعاون الأمني والمعلوماتي في سبيل منع تلك المنظمات الإرهابية من تنفيذ أجندتها في أي مكان في العالم، وهو ما حذرت منه المملكة أكثر من مرة وعلى فترات طويلة وفي مواقف مختلفة.
إن تبادل المعلومات الاستخباراتية بين دول التحالف من أهم المكاسب العائدة على الدول أعضاء التحالف، خصوصا أن المعلومات الاستخباراتية ستجرى من خلال قاعدة بيانات تنشأ في مركز عمليات التحالف، وستحظى الدولة عضو التحالف بتضافر جهود الدول الأعضاء التي ستساندها في مواجهة أي تهديد إرهابي تتعرض له في حال طلب المساعدة، وتأمين غطاء دولي إلى جانب ذلك.