رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


فن التحفيز .. يا سادة

التحفيز ببساطة هو فن استثارة الدوافع الداخلية للقيام بالسلوك المرغوب فيه واستمراره كمنهج حياة، وهنا يكون قد وصل إلى فائدته العظمى.
وقد حرص الأنبياء والقادة والعظماء على استخدام هذا الأسلوب للأثر النفسي العميق الذي يتركه في نفس الإنسان بغض النظر عن السلوك المرغوب فيه ونوعيته، ورسولنا الحبيب - عليه الصلاة والسلام - كان وسيظل أعظم قائد ومحفز عرفته البشرية، ورغم كل العراقيل والصعوبات والعداوات التي قوبلت بها دعوته، والحروب البدنية والنفسية التي أحاطت به هو وأصحابه إلا أنه مارس فن التحفيز مع أصحابه، وترك لنا صفحات مضيئة تتضاءل أمامها قدرات أمهر المدربين العالميين الذين يهرع كثيرون خلف قوانينهم متناسين أن فن التحفيز إن لم يمتزج بالإيمان الروحي فلن يؤتي ثماره إطلاقا. في غزوة الخندق كانت كل الأسباب تدعو لهزيمة المسلمين فالجوع كان يفتك بالنساء والأطفال والرجال، والبرد كان يلسعهم برياحه الموجعة، والوهن كان يزرعه المنافقون في نفوس الجنود، والخوف كان يتضخم من عدد الأحزاب الذي بلغ عشرة آلاف مقاتل مقابل ثلاثة آلاف فقط من المسلمين، لكن القائد - عليه الصلاة والسلام - وفي ظل هذه الظروف الصعبة بشر أصحابه بقصور الشام ومدائن كسرى ومفاتيح اليمن، فسخر الكفار قائلين "يخبركم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسري وأنتم تحفرون الخندق لا يستطيع أحدكم أن يقضي حاجته". التوكل على الله والاستعانة به ثم أسلوب تحفيز النبي - عليه الصلاة والسلام - لأصحابه في تلك الظروف الصعبة التي كانوا يمرون بها كان من نتيجته انتصار المسلمين في غزوة الخندق. لا يختلف اثنان على أن وطننا الغالي يمر بظروف صعبة، فحرب على حدوده في الجنوب، وإرهاب يتربص في الداخل، وأعداء مجوس يخططون بخبث وطائفية، كل ذلك يتطلب من قادة الوزارات والمؤسسات الحكومية والأهلية أن يبرعوا في فن التحفيز وإثارة الدوافع الداخلية للمواطنين للعطاء والإنتاج والبذل وإشعارهم بالثقة بقدراتهم وامتنان الوطن لما يقدمونه.
في هذه الظروف الصعبة لا نريد قادة محبطين للهمم ، قاتلين للطموح والإبداع، معمِّمين "لقانون إنتاجية المواطن ساعة"، نريد قادة يشعلون قناديل التوهج والتميز والشغف. المواطن هو الاستثمار الحقيقي للوطن وإشعاره بقيمته من خلال فن التحفيز والتدريب سيجعل العالم يقف مذهولا مما سنحققه!
وخزة
يقول علي - رضي الله عنه -، في خطاب وجهه إلى أحد الولاة (لا يكون المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء، فإن في ذلك تزهيدا لأهل الإحسان، وإساءة لأهل الإساءة، وألزم كلا منهما ما ألزم نفسه).

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي