هزائم الأشقياء

وضع الحوثيون وأتباع الرئيس المخلوع أنفسهم تحت نظر وإدانة العالم الإسلامي أجمع، عندما قرر الحمقى توجيه صواريخهم إلى مكة المكرمة. لكن من الواضح أن محاولة مخاطبة العقل الحوثي بالمنطق لا تستقيم، وللتأكد من عبثية تلك المحاولة، ينبغي الرجوع إلى مسار الأحداث، منذ رحيل الرئيس المخلوع من واجهة الأحداث، مرورا بتمكين الشرعية في اليمن من الحكم، وانتهاء بانقلاب الحوثيين على الشرعية رغم مشاركتهم في الحكم، وسعيهم لتقويض تلك الشرعية، والارتهان للخط الإيراني، والسماح بتهديد سلام وأمن اليمن والمملكة وبقية دول الخليج العربي.
كان الخط الحوثي والخط الإيراني بالتحالف مع المخلوع فرسي الرهان في تقويض مصالح اليمن والعالم العربي، ورغم محاولات الشرعية في اليمن أن تثني الخارجين عليها بأهمية العودة للتفاوض وتغليب مصلحة اليمن، إلا أن العقل الحوثي المتحجر أفضى إلى هزائم نكراء لهم ولشركائهم في الخروج على الشرعية.
وقد تمدد اليأس في نفوس أولئك، فلم يعد لديهم أي تمييز، فلجأوا إلى استخدام صواريخ إيرانية من أجل استهداف مكة المكرمة.
لقد جاءت ردة الفعل العربية والإسلامية والدولية ضد هذه التجاوزات، لتعكس مدى الصدمة بهذه الجريمة، بل إننا شهدنا ردود أفعال من داخل بعض حلفاء الحوثيين تستهجن هذا الفعل الأثيم.
إن حرب التحالف العربي والإسلامي، ضد الخارجين على الشرعية في اليمن، بدأت بطلب من القيادة في اليمن، وهي مستمرة حتى ينصاع الخارجون على الشرعية لصوت العقل والمنطق، ويقبلون بخيارات التفاوض في ضوء المبادرة الخليجية ومقررات الأمم المتحدة.
في حين أن استمرارهم في العناد، يجعل هزيمتهم حتمية، وتجاوزهم المستمر للخطوط الحمراء ضد شركائهم في الوطن - وهم الأغلبية - ووصول أذاهم إلى أطهر بقاع الله يجعلهم محل إدانة الجميع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي