دوما .. أين المرور؟
ما التغيير الإيجابي الذي ينشده المرور من مضاعفة قيمة المخالفات المرورية؟ الإجابة البدهية أن الهدف هو تعديل السلوك المروري لدى عدد كبير من الناس، لكن هذا كله يتطلب وجود آليات يتحقق من خلالها هذا الأمر.
أكثر الأولويات ضرورة وجود الخطوط واللوحات وبقية علامات الطريق. الرسائل تحدد الأولوية لمن في الدور، أو التجاوز. رسائل تقول لقائد المركبة إن عليه الوقوف للمشاة، مناطق يتم تحديدها لعبور المشاة وتسبقها إشارات تحذيرية تطلب من السائق التهدئة والتوقف الكامل لعبور المشاة.
مع الأسف بدأ تطبيق الحزمة الجديدة من المخالفات، لكن لم تنطلق حملات مرورية في الشوارع للتوعية أولا، والردع ثانيا، الأمور كما عهدناها. نقاط التفتيش تستوقف من يضع تظليلة في السيارة.
الأسبوع الماضي، شاهدنا أحد إرهابيي المرور يقود سيارته وكأنها أفعى، كان يتلوى بها في الطريق بشكل يعكس استهتارا مفرطا أفضى إلى وقوع حادث مؤسف، هذه الحادثة دفعت العقيد طارق الربيعان المتحدث الرسمي إلى توضيح أن المتسبب في الحادثة سينال الجزاء.
تصوير الحوادث المرورية أو معايشة ومكابدة التعامل مع المتهورين في الطرقات، والمصابين بإدمان استخدام الهواتف أثناء قيادة المركبة ونسيان كل شيء، أو ارتكاب المخالفة تلو المخالفة دون خوف من المساءلة، يجعل سؤال أين المرور؟ يبدو أمرا بدهيا، ينتظر الجواب.
إن الكتابات في الصحافة وفي مواقع التواصل الاجتماعي عن المخالفات المرورية التي يرتكبها المواطن والوافد تكشف عن فعل إيجابي ضاغط بهدف تغيير الأوضاع للأفضل، لكن هذا التغيير ينبغي أن يقوده المرور بمنتهى الكفاءة.
إن الحديث عن 40 ألف مصاب نتيجة الحوادث المرورية معظمهم من الشباب، مسألة وطنية واقتصادية واجتماعية وأمنية تستدعي أن تأخذ أولوية ضمن اهتماماتنا، وهي واقعيا كذلك، بدليل أن الحكومة وافقت على رفع المخالفات المرورية، واستحدثت مخالفات لممارسات وسلوكيات لم تكن تشملها الغرامات السابقة، لكن هذا لا يكفي.
ما زلنا نشهد قفزا على الأرصفة، ووقاحة ترقى إلى مستوى الجرم الجنائي في التعاطي مع السيارة. متى يتوقف ذلك؟! عندما تتضافر جهود المرور والبلدية ومؤسسات التربية والتعليم والمجتمع في مواجهة هذا الداء.
لقد قرأنا قائمة مخالفات المرور، ولكننا لم نسمع حتى الآن، ولم نر في الشارع، ما يعزز اليقين أن هناك خطة حقيقية ملموسة تستهدف تحقيق الانضباط المروري المنشود، الذي يفضي إلى تقليص الحوادث، والحفاظ على الأرواح.