تعاظم أثر الموظف
لعل أهم عناصر النجاح في الحياة الوظيفية الحصول على القبول سواء من الرؤساء أو المرؤوسين والمستفيدين كذلك. إن لم يستطع الواحد أن يضمن القبول فسيقع في منطقة رمادية قد لا يخرج منها. عندما نتحدث عن القبول فنحن نتحدث عن عناصر بشرية من الصعب الحكم عليها رقميا أو إحصائيا بسبب طبيعة البشر الذين يصعب التنبؤ بردود أفعالهم.
يمارس المدربون في مجال التطوير الإداري أدوارا مهمة في تمكين الموظف من التعرف على نقاط ضعفه من خلال مناقشتها والضغط على مناطق إبرازها، وهنا يتمكن الواحد منا من التعرف على ما يمكن أن يضره وظيفيا ويدفعه للخلف بينما الآخرون يسيرون إلى الأمام. يحتاج الموظف إلى كثير من المعارف الإنسانية التي تمكنه من فعل الأمر الصواب في الوقت المناسب، وقول ما يلائم الحال.
الصعوبة في العملية أنها تنقسم إلى قسمين مهمين، ففي مراحل الوظيفة الدنيا نحتاج إلى كثير من مهارات التعامل مع الرؤساء للسير للأمام، ثم نصل إلى مرحلة في منتصف الطريق نحتاج فيها إلى الموازنة بين ما يطلبه الرئيس وما يطالب به المرؤوسون. تبدأ الصعوبات لأننا نضطر في هذه الحالة للبحث عما يرضي المرؤوسين فغالبهم لا يصرح بأفكاره ورؤاه ومشاكله بعكس الرؤساء. حاجتنا إلى إرضاء المرؤوسين تفرضها حاجتنا إلى إنتاجيتهم وولائهم وتكامل ذلك باتجاه النجاح للمنظومة التي أساسها المرؤوسون.
ثم يتجاوز قليلون منا هذه المرحلة ليصبح للمرؤوسين الدور الأهم في النجاح وهي مرحلة يكون فيها المسؤول قد حصل على قناعة رؤسائه وأصبحت لديه مساحات حرة ليمارس قدراته القيادية من خلال صلاحياته وقدراته الشخصية.
هنا يصبح دور المرؤوسين محوريا، وهو يفسر العلاقة بين القيادة والتخصص التي تضمحل تدريجيا كلما ارتقى الموظف في السلم، وتكاد تختفي في المرحلة الثالثة التي تعتمد على المهارات الإنسانية فقط.
هذه المرحلة هي التي لا يستطيع كثير من المسؤولين أن يتجاوزها. هنا يصبح الإنسان هو الأهم وما لم تتمكن من إقناع الإنسان داخلنا بما تقول وتفعل، فأنت لن تنجح أبدا في تحقيق أهدافك. إن الاعتراف بفضل الموظفين هو العنصر الأهم في هذه المرحلة. يتكامل ذلك مع القدرة الشخصية على الدفع بالموظفين نحو الإنجاز وهو أمر يراه الجميع ويبرز للناس كلما ارتفع منصب المسؤول وعلت رتبته وزاد أثره على المجتمع بشكل عام.