ابتسم
يعم العالم وضع مخيف يدفع كثيرا من الناس للتشاؤم والشعور بالحيرة. هذه الحالة التي تسيطر على عالمنا العربي بشكل خاص نتيجة متوقعة لكل المصاعب السياسية والاقتصادية التي تحيط بنا من كل جانب. يدعوني هذا لتذكر أحوال كانت فيها الحياة أصعب بكثير والتوقعات أسوأ بكثير.
عندنا في المملكة كانت فترة الثمانينيات وأوائل التسعينيات مليئة بالصعوبات الاقتصادية والمخاوف التي تتجاوز ما نواجهه اليوم، ومع ذلك تجاوزنا بحمد الله وفضله كل الأزمات ونجحت البلاد في التخلص من أزمة ظنها كثيرون بداية نهاية عصر الوفرة والحياة السعيدة التي عاشتها المملكة وسط وأواخر السبعينيات.
إن تقلب الأيام وتحولها بين الخير والشر من سنن الله تعالى في الكون، وقول الله تعالى " ونبلوكم بالشر والخير فتنة " دليل واضح على أن الخير كما الشر هو اختبار مهم لما يفعله الناس وكيف يتعاملون مع الحالين وإلى أين يردونهما وكيف ينجحون في التعامل مع مختلف الفتن التي يواجهون. إذا فالواقعية تستدعي أن يكون الناس أكثر قبولا لتلك الصعوبات، ويربطوا ذلك بأهمية التفاعل السليم مع المؤثرات التي يمكن أن تحول حياتهم ويعلموا أن كل شيء مكتوب بأمر المولى جلت قدرته.
العبرة التي يجب أن يتبناها الإنسان هي أن الحياة متغيرة ولن تدوم حال، وهذا يستدعي أن يبدأ الناس بتخطيط حياتهم بشكل أكثر واقعية ويعلموا أن الضرورة تستدعي الإيمان بأن قدراتهم الشخصية وذكاءهم المستودع فيهم ليس الضامن أبدا للاستمرار في حال معينة سواء من السعادة أو الثراء، وهما أمران يبحث عنهما الجميع ولكنهما ليسا مضمونين أبدا وليسا مترابطين بشكل مستمر.
الأكيد هو أننا لا بد أن نحاول أن نضمن السعادة، وبحكم أهمية السعادة فالمال مجرد أداة يفترض أن تجعلنا أكثر سعادة ولهذا حديث آخر يمكن أن أسهب فيه لاحقا. ما يهمني هنا هو أن نجعل من الابتسامة الوسيلة الأهم لدعم حياة الناس والدفع بالسعادة للمقدمة.
إن الابتسامة شرط لضمان انتشار السعادة بين الناس، بل إن الإسلام يطالب المسلم بالابتسام، ويعتبره صدقة يؤجر عليه الواحد منا. الابتسامة تؤمن لنا حب الناس وتقرب بين المتباعدين وتسمح للخجل والغضب والغرور وغيرها من المشاعر السلبية أن تغادر المكان ليحل محلها الحب والتفاؤل والرضا.. وهنا مجال حديثي غدا.