رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


سهرة مع .. الضياع «1»

رسالة موجعة وصلتني من أم مفجوعة فأحببت أن تتأملوها بعد أن سمحت لي بنشرها، لا أكتبها لكم للعظة والعبرة فقط، بل ليتدارك كل أم وأب أبناءهما قبل فوات الأوان، ما أريده منك أيها القارئ الكريم هو أن تضع نفسك مكان هذه الأم وتتخيل أنك تمر بالصدمة النفسية التي عاشتها، ثم اسأل نفسك: ما الذي يمكنني أن أفعله؟!
تقول تلك الأم (رزقني الله ثلاثة أبناء وأربع بنات ومثل غالبية الأمهات لا يتسلل النوم إلى عيني قبل أن أطمئن عليهم وأتأكد من خلودهم للنوم، لا أدعي أني كنت أما مثالية لكني بذلت كل ما في وسعي لأصنع من أسرتي أسرة سعيدة، وكذلك فعل والدهم، لقد سخرنا إمكاناتنا المادية والنفسية لهم، واستخدمنا معهم لغة الحوار ومنحناهم الثقة وكل ما قد تتخيليه من أساليب التربية الحديثة، ولم يخب الله تعبنا وجهدنا فيهم فجميعهم متفوقون ومثاليون ويحرصون على إرضائنا، ولكن قبل سنة لاحظت تغيرا في سلوك أحد أبنائي الذي يدرس في المرحلة الثانوية فقد بدأ في رفع صوته علينا، وازداد خروجه من المنزل، وأصبح عنيدا وعصبيا بشكل واضح، قلنا لعلها فترة مراهقة، وبالغنا في اهتمامنا به، لكنه بدأ يطيل فترة سهره خارج المنزل إلى الواحدة ليلا وربما أكثر، لم نترك أسلوبا في الحوار والنقاش إلا وطرقناه معه، ولكن بلا أدنى فائدة، ولأول مرة بدأ والده في استخدام أسلوب التهديد والحزم والعقاب معه ولكن أيضا بلا أدنى فائدة..!
وفي إحدى الليالي التي كان يسهر فيها خارجا، وكنت انتظره كعادتي في صالة المنزل، رأيته يدخل من الباب وليتني لم أره، كان يمشي بترنح وكأنه يفتقد توازنه، تخيلي ... ابني الذي كان بالأمس طفلي الصغير أصبح "محششا" ومدمن مخدرات، تمنيت أنني مت ولم أره في تلك الحالة، ضربه والده ... وعاقبه .. و"انفضح" بين إخوانه وزملائه، وساءت سمعته بعد أن كان يضرب به المثل في الأخلاق والمثالية، شعرت أني أم فاشلة، لا أستطيع مساعدة ابني، بدأت في جلد ذاتي شعرت أن كل شيء جميل بنيته بدأ ينهار أمام عيني .. اعتزلت الحياة الاجتماعية لأهرب من نظرات الشامتين والحاقدين .. ولذت إلى الله وحده أطلب منه العون وألا يخيب لي رجاء!
وفي قمة المعاناة التي كنت أعيشها .. حدث أمر لم أتوقعه!
في مقالي القادم ..سأكمل بإذن الله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي