تزوجيه من جديد
تشتكي منه لكل من حولها، تغير أصبح لا يطيق البيت، يهتم بلباسه وشكله، يسافر كثيرا وحده، أصبح غريبا بيننا، لم يعد يرضيه شيء!
يتهمني بأنني ضيعت شبابه، أصبح عصبيا، أي شيء يغضبه، تأتي للزوج فتجده لا يعرف ما به ولا سبب تغيره، والأدهى أنه لا يعرف ماذا يريد؟
حالة من الهيجان النفسي والعاطفي، إحساس بالظلم، وأن شبابه ضاع هدرا!
هذه التغيرات التي تصيب الأزواج تسمى أزمة "منتصف العمر"، وتحدث ما بين سن 35 حتى 50 من العمر، وهي أزمة تجعل الرجل في مرحلة حساسة من حياته، يبدأ في الشعور بالغربة والاستياء والنقمة على كل شيء حوله، ويبدأ في الإحساس بأن الكثير من المتع الدنيوية ومباهج الحياة تفوته، ودائما ما يلقي بالمسؤولية على حياته الزوجية، فيبدأ بالبحث عن بدائل، وتختلف شدة هذه الأزمة وعواقبها من شخص لآخر حسب بيئته ومجتمعه وطفولته التي عاشها!
تنتقل حالة التوتر إلى الزوجة، وتعتقد أنها السبب فعلا، وتبذل جهودا كبيرة في التغيير حتى تستعيد زوجها ومشاعره، ويعود لشخصيته الحقيقية، ولكن الأزمة تتفاقم، وقد تصل إلى الطلاق؛ لأنها أعيتها الحيل، ولأن الزوج بدأ يتمادى في تمرده، فكل منهما ضائع لا يعلم ماذا حدث؟!
جهودها لا تأتي بنتيجة؛ لأنها في الاتجاه الخاطئ، فأزمة "منتصف العمر" أزمة ذاتية يعانيها الرجل بغض النظر عما تفعله زوجته، فهو في هذه الأزمة يشعر بأن عمره يسرق منه، ويشعر بالحنين الجارف لمشاعر المراهقة والشباب، لكي يقنع نفسه بأنه عائد إلى الحياة، وسيحقق كل ما فقده في السنوات الماضية.
الرجل في هذه المرحلة من العمر يعاني الاختلاط الشديد في مشاعره ونظرته لكل الأمور حوله، فهو يشعر بأنه مضغوط ومخنوق بالعمل والالتزامات الاجتماعية، فيهرب للسعادة اللحظية، يجاري رغبته في التحرر من كل القيود، ويحاول فعل كل الأمور التي تغذي إحساسه بأنه ما زال شابا!
رغم أن هذه المرحلة مرحلة النضج والوقوف لمراجعة الحسابات، ولكن بالشكل الصحيح مصداقا لقوله تعالى }حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علىّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين{، إلا أن 20 في المائة من الأزواج يعانون المراهقة المتأخرة ويفقدون رشدهم!
لذا وقبل أن تنهار حياتك وتفقدي استقرارك الأسري، حاولي أن تتزوجيه من جديد، صادقيه، بداية استمعي إليه جيدا، أعيدي له الثقة بنفسه وكأنك لست طرفا في المشكلة، أشعريه بالأمان، واتركي الأنانية جانبا، ولا تستعجلي النتائج!