رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


شركة المياه .. بطء الأداء وتحديات المستقبل

في مطلع عام 2009 صدرت موافقة الحكومة بتأسيس "شركة المياه الوطنية" المملوكة للدولة من خلال "صندوق الاستثمارات العامة" كإحدى مبادرات تخصيص قطاع المياه وأسند للشركة الجديدة تقديم خدماتها في مجال قطاع المياه بمختلف تخصصاته، ومنها قطاع المياه الجوفية، وقطاع توزيع مياه الشرب، وتجميع الصرف الصحي ومعالجته، ليكون العمل على أسس تجارية سليمة تحصل الشركة على استحقاقاتها المالية مقابل خدماتها من جميع المشتركين دون أي استثناء وكذلك سداد جميع المستحقات المترتبة عليها.
رأسمال الشركة المصرح به (22) مليار ريال مقسما على (2.2) مليار سهم، وتم نقل معظم موظفي القطاع الحكومي قبل التخصيص "مصلحة المياه والصرف الصحي" وبعض موظفي وزارة المياه والكهرباء "إلى الشركة ليصل عدد الموظفين إلى ثمانية آلاف موظف تقريبا، ويفترض أن يتم طرح الشركة للاكتتاب في مطلع 2018 م كما هو معلن.
أطلقت الشركة أعمالها لإيصال المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي في أربع مناطق هي: الطائف وجدة ومكة والرياض، لكن السؤال الأهم ما الذي تحقق خلال الثماني سنوات السابقة التي هي عمر الشركة؟ وقد تم توفير كل الإمكانات المادية البشرية والتشريعية لنجاح الشركة، وفوق هذا كله عمل الشركة بشكل حصري ودون منافسة في سوق ضخم وواعد بالفرص.
الشركة بالأرقام تقول إنها أنجزت خدمة 700 ألف مشترك وهو في تقديري رقم متواضع إذا ما قارناه بحجم المشتركين في المدن الأربع أي ما يعادل 10 في المائة من عدد المشتركين المستهدف في المدن الأربع التي يقدر عدد مشتركيها بسبعة ملايين مشترك فضلا عن السنوات التي استغرقتها الشركة في خدمة المشتركين.
أما على أرض الواقع فمنجزات الشركة ضعيفة وأداؤها بطيء ولا يتناسب مع تطلعات المشتركين ففي الطائف مثلا خدمة المياه لم تنجز الشركة سوى أربعة أحياء وهي في الأصل كانت من المشاريع الموقعة لمصلحة المياه قبل تأسيس الشركة،
ولا تزال أحياء عديدة في وسط الطائف وشماله بانتظار خدمات الشركة للعام التاسع على التوالي وهي فترة انتظار طويلة جدا لا يمكن تبريرها، وخاصة أن الطائف أصغر حجما وأقل كثافة سكانية من مدن الرياض وجدة ومكة التي تغطيها الشركة، وما يقال عن تأخر مشاريع الشركة وضعف إنجازها يقال أيضا عن ضعف الرقابة على المشاريع
وإسنادها لمقاولين غير مؤهلين. وقد حظيت مشاريع الشركة المنفذة في منطقة مكة المكرمة بأخطاء هائلة تمثلت في ترك مشاريع قبل اكتمالها، وإهمال وسائل السلامة، وتحول عدد من مشاريع الحفر إلى مصائد قاتلة ما دعا إمارة منطقة مكة إلى إنذار الشركة بلهجة شديدة لتصحيح مسارها.
إذا كانت الشركة بأدائها الضعيف في أربع مناطق لم تستطع الوصول إلى خدمة عملائها وتحقيق رضاهم فماذا ستفعل في بقية المناطق وقد حددت في استراتيجياتها المقبلة أنها تستهدف 13 منطقة في المملكة؟ وماذا ستفعل الشركة في حال فتح المنافسة بشكل كامل لدخول شركات أخرى لقطاع المياه؟
وأعتقد أن تجربة شركة المياه بحاجة إلى مزيد من الاهتمام والبحث والمحاسبة فالإنجاز ضعيف والتحديات المستقبلية كبيرة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي