عودة للتراثيات
أعجبني ما شاهدته في غرفة أحد الفنادق الخليجية حيث احتلت أغلب جدران الغرف صور تمثل تراث الدولة في فترة ما قبل النفط. هذا التمسك بالتاريخ يحافظ على الرابطة بين الشعب ووطنهم. كثير من الصور والأعمال المهمة التي يجب أن يفخر بها الجميع موجودة في التراث الخليجي، وهي تؤكد دائما أننا نستطيع أن نفعل مزيدا، ونبني الأوطان ونسهم في أمنها ورقيها دون أن ننسى ماضينا.
هذا الجمال الذي توارثه الآباء عن الأجداد يجب أن يبقى ضمن اهتمامات الناس. التنوع الحضاري الرائع الذي ينتشر في كل المنطقة يجب ألا ينسينا ماضينا الجميل. الأكيد أن المملكة هي الأكثر تنوعا وجمالا بين شقيقاتها، صنع ذلك لها ما تملكه من مساحات كبيرة وتاريخ عظيم على مر العصور.
هذه البلاد منبع الرسالات السماوية وفيها عاشت أمم عظيمة صنعت تاريخا وتراثا مهما يجب أن نتمسك به ولا ننساه أبدا. بل إننا لا بد أن نحاول أن نكشف مزيدا من تراثنا وحضارتنا المميزة الجميلة دون شك. أمر يجب أن يدرسه أبناؤنا في المدارس وأن نشاهده في كل مكان لنذكر صفاء وجمال تاريخ هذه البلاد.
التراث والحضارة التي تتميز بها المملكة بجمالها وتنوعها تصفها كثير من الأعمال اليدوية والصور الجميلة والأعمال التراثية من الشعر والقصة والنصوص الأدبية، وأجمل ما يصف هذا التاريخ هو الفولكلور الشعبي الذي يتجاوز مجرد التصوير البسيط لأعمال يدوية والتسويق لها بطرق إبداعية إلى التعريف بالتاريخ من خلال الشعر الذي يميز كثيرا من مكونات التراث.
الرقصات الشعبية التي تمارس اليوم من قبل كبار السن واحدة من أهم أشكال التراث الإبداعية، وهناك كثير من الرقصات الشعبية التراثية التي بدأت تفقد الظهور الإعلامي والحضور الجماهيري بسبب إهمال التراث والتوجه الشاذ نحو بعض الموضات الغريبة عن بلادنا.
الأسوأ من هذا أننا لا نعمل بشكل جاد لحماية هذا التراث الجميل. الأطفال الذين يمارسون كثيرا من الأنشطة المجتمعية والأسرية لا يحظون بفرصة التعرف على تاريخ مدنهم ومناطقهم بسبب التركيز على مجموعة بسيطة من التراثيات والابتعاد عن الأساس الذي بنى عليه الآباء والأجداد حياتهم ومارسوه خلال أوقات عملهم وفراغهم.
هنا نرى كثيرا من الفرص الجديدة لتنمية الاهتمام بالتراث الوطني وحمايته مع إنشاء الهيئة الوطنية للترفيه. هذه الهيئة التي يمكن أن تتجاوز مجرد الترفيه غير المربوط بالتعليم ... وعنها أكتب غدا.