رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


مواقف لا مكان للوطن فيها

لا يعيب الشخص سواء كان إعلاميا أو ناشطا في مواقع التواصل الاجتماعي أن تتبدل آراؤه وتوجهاته وأن تواكب سياسة وطنه وتتوافق معها، وأن يدعم مصالح بلاده وقرارات حكومته، فهو جزء من المنظومة التي تدير مصالح البلاد والعباد، وهذا الأمر ينطبق أيضا على كل وسائل الإعلام الرسمية والخاصة.
ما يعيب المرء هو انحيازه لتنظيمات أو أحزاب أو دول وأن يقدمها على مصالح بلاده، وأن يجيش الجيوش ويسخر قلمه للدفاع عن قضايا هذا التكتل أو ذاك، وأن يعبر قلبه الحدود ويدين بالولاء لدول تتوافق توجهاتها مع أهوائه الحزبية.
نشهد منذ سنوات صراعات إعلامية بين بعض الكتاب وأصحاب الرأي عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر أعمدتهم في الصحف التي ينتمون لها، والدخول في صراعات دول لا ننتمي لها، ويتنابزون فيما بينهم دفاعا عن هذه الدولة أو تلك، بل إن بعضهم يقلل من مواقف وطنه لأن الدولة التي ينتمي لها فكريا قصرت في بعض القضايا، كأن يقول أحدهم "وماذا قدمت كل الدول العربية للسوريين غير البطانيات؟"، متناسيا أنه لولا وقوف السعودية مع القضية السورية ودعمها بالسلاح والمال والإغاثة إضافة لنصرتها "سياسيا" في المحافل العالمية لماتت الثورة في مهدها.
لست مع هذا الطرف أو ذاك، ولكني ضد كل توجهاتهم وأفكارهم التي لا تنتصر للوطن ولا تدافع عن قضاياه، وتشعرك بأنهم لا ينتمون له إلا من خلال لبس "الثوب والشماغ"، بل إن بعضهم لم يعد ينتمي له حتى بالزي وتجرد منه واستبدله بآخر، وضد كل قلم عابر للحدود ناصر هذا أو ذاك، ويسخره صاحبه لما هو دون وطنه.
من العبارات الخالدة في ذهني رغم مرور السنوات تغريدة كتبها الزميل سلمان الدوسري رئيس تحرير صحيفة "الشرق الأوسط" عبر حسابه في "تويتر" قال فيها "أمدح وطني ويشتمونني أفضل مليون مرة أن أشتم وطني ويمدحونني"، عبارة قصيرة في عدد كلماتها ولكنها عظمية وعميقة في معانيها، وأجدها تختصر كل ما قلت أعلاه، فالوطن مقدم على كل شيء ويجب أن نسخر أقلامنا من أجله وأن يكون الرجال المخلصون على الحدود المضحون بدمائهم وحياتهم من أجل بلادهم "قدوة" لنا، فالانتماء يجب أن يكون للدين أولا ثم للوطن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي