مواقف المملكة الإنسانية ثابتة في السلم والحرب
تظل مواقف المملكة الإنسانية والأخوية ثابتة مثل ثبات دوران حركة الأرض، وتستمر دوما في مد يد العون والدعم للقضايا الملحة والأخلاقية، وهنا صدر توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتنسيق مع قيادة قوات التحالف والحكومة اليمنية الشرعية والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة لتسهيل ونقل جرحى حادثة القاعة الكبرى في مدينة صنعاء الذين تستدعي حالاتهم العلاج خارج اليمن. يأتي هذا التوجيه الكريم امتدادا لأعمال المركز والمبادرات الإنسانية التي تقدمها السعودية للشعب اليمني الشقيق ولقد أرسلت البعثة الدائمة للمملكة لدى الأمم المتحدة رسالة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول الهجوم الذي ذكرت التقارير أنه وقع على القاعة الكبرى في العاصمة اليمنية صنعاء. وأعربت البعثة من خلال رسالتها عن أسف المملكة العميق على الهجوم الذي ذكر أنه وقع على الصالة الكبرى في صنعاء.
وجددت البعثة كذلك احترامها والتزامها الكاملين بالقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان؛ وتأكيد استمرارها على ضمان اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدنيين والأعيان المدنية في اليمن، فضلا عن اتخاذ التدابير التصحيحية والملائمة اللازمة لضمان المساءلة. الجميع يعلم أن الوضع الصحي في اليمن يأتي على رأس أولويات عملية إعادة الأمل التي لم تدخر قيادة التحالف أي جهد في سبيل تحسينها، ولعل آخر هذه الجهود هو الإسقاط الجوي لأكثر من 40 طنا من المواد الطبية على مدينة تعز ومن ثم نقلها إلى المستشفيات بجميع الوسائل المتاحة وقد سخرت قوات التحالف، بالتعاون مع مركز آليات الأمم المتحدة للتفتيش والتحقق في جيبوتي، كل جهودها لتسهيل إجراءات مرور المساعدات الإنسانية وإدخال السلع التجارية والمشتقات النفطية إلى كل أطياف الشعب اليمني دون تمييز، وقد بلغ عدد التصاريح الممنوحة لجميع المنافذ أكثر من أربعة آلاف تصريح.
لقد قامت قوات التحالف بالتصريح لكل السفن الإغاثية والإنسانية بشكل فوري ودوري وفي وقت قياسي ودون تفتيش ولجميع الموانئ اليمنية حيث قامت قوات التحالف بتسهيل مرور وتصريح كل السفن الإغاثية دون تأخير. أما ما يتعلق بالسفن التجارية فإن التعاون يتم مع قوات التحالف والحكومة الشرعية بإصدار التصاريح للسفن التجارية ولجميع الموانئ اليمنية دون تمييز حيث تم إصدار أكثر من 1500 تصريح بحري بما فيها ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الانقلابيون.
ولذا فإن قيادة التحالف تؤكد أن الكارثة الإنسانية التي يعانيها الشعب اليمني لا تكمن في شح دخول المواد الغذائية أو عدم توافر المشتقات النفطية أو السلع التجارية في اليمن، بل تتمثل بالدرجة الأولى في استيلاء الانقلابيين على موارد وأجهزة الدولة اليمنية وسوء إدارة الموانئ والمطارات لا سيما ميناء الحديدة الذي يعرف بأكبر ميناء للتهريب حيث سعت القوى الانقلابية لإنشاء سوق سوداء للمشتقات النفطية والمواد الإغاثية والتجارية لتمويل أنشطتهم الانقلابية والتكسب الشخصي لقادتها واستعمالها كورقة ضغط سياسية من خلال فرض الحصار وسياسة التجويع الممنهج على المحافظات والمدن كما يحدث في تعز.
إن قيادة التحالف تدعو الهيئات الدولية الإغاثية العاملة في اليمن إلى تحمل مسؤولياتها تجاه الاحتياجات الإنسانية العاجلة للشعب اليمني، والالتزام بمعايير الإنسانية الدولية واتخاذ التدابير الأمنية والرقابية اللازمة لضمان وصول المساعدات إلى كل المناطق اليمنية بشكل محايد ومتساو وعادل لجميع أطياف الشعب اليمني، والدعوة العاجلة لرفع الحصار عن المناطق التي تحاصرها القوى الانقلابية وإزالة نقاط التفتيش التي تمنع وصول المساعدات إلى المناطق الخاضعة للسلطة الشرعية، وتكثيف الزيارات الميدانية إليها وذلك وفق أحكام القانون الدولي الإنساني والأعراف الدولية ذات العلاقة.
ولكن الانقلابيين ويلعبون أدوارا قذرة ليست لها صلة بالعلاقات الإنسانية والأخلاقية الدولية، وهذا ما نلاحظه منذ ظهرت قضية اليمن على السطح منذ استيلائهم على السلطة الشرعية دون وجه حق، وعليهم أن يعودوا إلى صوابهم ويحكموا صوت العقل والحكمة، وإلا ستدور عليهم الدائرة بنهاية محزنة وعواقب وخيمة.