أطفال .. وسائق
حين أشاهد طفلا أو أكثر وحدهم في السيارة مع السائق، أكاد أجزم أن خلفهم أما تخلت عن مسؤوليتها تجاههم أو أبا غير مسؤول، تماما كما وصفهم أمير الشعراء أحمد شوقي:
ليس اليتيم من انتهى أبواه من هـــم الحيـاة وخلفاه ذليلا
إن اليتـيــم هـــو الــذي تلـقــى لـــه أما تخلت أو أبا مشغولا
مهما بحثنا عن أعذار تلوذ بها الأم أو الأب تبرر وجود أطفالهما وحدهم في "المشاوير" مع السائق فإنها ستظل أعذارا غير مقبولة، فلا شيء إطلاقا في هذه الحياة يستحق أن تمنحه الأم أو الأب الأولوية في الحياة أكثر من أبنائهما، قبل سنة أو أكثر كتبت عن موقف شاهدته شخصيا أثناء مروري قرب سيارة كانت تقف في ركن منزوٍ في أسواق "العويس" لاحظت سائقا يضع في حضنه طفلا في حدود الأربع سنوات من عمره ويتحرش به في مشهد استفز في داخلي مشاعر لم أستطع السيطرة عليها، ففتحت باب السيارة لا شعوريا وجذبت الطفل من حضنه وانتظرت إلى أن عادت الأم وأخبرتها بما حدث وبكل برود ردت "الله لا يوفقه، والله لو إني ما كنت محتاجة إليه ما خليته"، وأخذت أحدثها عن خطورة ما يتعرض له طفلها، لكن اتضح لي أن مشاوير السوق أهم بالنسبة لها، ثم ببساطة أخذت طفلها وذهبت!
- الطفل حين يكون بمفرده مع سائق - بغض النظر - عن أي شيء آخر، فهو معرض للتحرش الجنسي إما بشكل مباشر وإما بشكل غير مباشر من خلال الإيحاءات أو عرض الصور المخلة للحياء أمامه ومحاولة استمالته لهذا الأمر، وقد يرضخ الطفل ويستجيب بسبب التهديد والترويع، وهي أمور قد يصدقها عقله الصغير.
- ما المشاغل المهمة التي تمنع الأم أو الأب من اصطحاب الأطفال أثناء ذهابهم وعودتهم من المدرسة وغيرها، ولنفترض جدلا أنهما لا يستطيعان ذلك فبإمكانهما إيجاد حلول بديلة.
- من أسوأ المناظر التي قد تراها أمامك وتشعر بها أنك شخص جبان رغما عنك، هو رؤية طفل أو طفلة صغيرة تركب مع السائق وحدها، في تلك اللحظة تتساءل: هل ستصل في أمان؟ ما الأمور التي قد تتعرض لها أثناء الطريق وتعبث ببراءتها؟ أين والداها؟
وخزة
لا شيء في هذا العالم يعوض براءة طفل انتهكت بسبب إهمال تم السكوت عنه!
ولا عذر في هذا العالم لأبوين مهما كانت أعذارهما، في احتمال تعريض حياة أطفالهما للانتهاك وخدش البراءة، ولو كان الاحتمال بنسبة 1 في المائة!