وثائق في الحاويات

ذكر الخبر أنه تم العثور على وثائق رسمية ومعاملات في حاوية للنفايات. هذه حال مؤسفة، ويهمني بداية أن أذكر أن هذه الحال مستمرة منذ فترة غير قصيرة. نذكر الكتب المدرسية التي كانت ملقاة في الشوارع، والمعاملات التي يعثر عليها بعد خروج الدوائر الرسمية من المباني المستأجرة، وغيرها من الحالات التي تنتشر لأسباب كثيرة من أهمها الإهمال الواضح والتجاوز الكبير في استهلاك الورق وعدم التخلص منه بطريقة تحمي المعلومات.
هذه الإشكالية كجزء من الإهمال الذي نراه في مختلف المواقع يجب أن تنتهي. الوسيلة الأهم لإنهائها هي التحول إلى التقنية كوسيلة للتعامل في كل الدوائر الحكومية. المشكلة المستمرة منذ سنين حدثت نتيجة الخوف من إدخال التقنية والاعتقاد السائد بعدم إمكانية الاعتماد على التقنية، وإصرار كثير من الجهات على الالتزام بالورق كوسيلة مادية لإثبات كل شيء.
الملف الأخضر كان ولا يزال معتمداً في كثير من الجهات وهو الدافع الأول لكل من يصل إلى وظيفة بأن الورق هو المهم. على أن كثيرين لا يقتنعون بما تقدمه التقنية من حلول لضمان حقوقهم. هنا يقف الواحد مستغرباً من استمرار هذا الفكر في وقت لم يعد فيه ما يستدعي الرضوخ لهذه الوسائل العتيقة.
ثم إن العقدة المستمرة لدى طلاب المدارس الذين يحملون الحقيبة المدرسية التي يتضاعف حجمها عاماً بعد آخر، متناغمة تصاعدياً مع سوء التغذية وضعف البنية لدى الطلاب نتيجة لكثير من العوامل وأساليب التغذية التي يعتمدها كثير من الأسر. هذه الحقيبة يجب أن تلغى وأن نبدأ في التعامل مع التقنية من سنوات ما قبل المدرسة حتى إن احتاج الطالب إلى تعلم مهارات الكتابة التي يمكن أن يفرد لها فصولا خاصة ومواد يستخدمها بإشراف معلميه لا تتجاوز واحدا أو اثنين من الكتب والكراسات التطبيقية.
أتصور أن تخلص المدارس من الورق سيكون بداية لتغيير متسارع في التعاملات ، وتطويرا للفكر ووجهات النظر حيال أهمية التقنية وضرورة التحول إليها عاجلاً. أقول هذا ونحن نبدأ في التوجه نحو الاقتصاد الرقمي الذي يستوجب أن نتجاوز كل الجزئيات القديمة في التعامل مع التقنية والانتقال إلى التطبيقات الذكية التي تنهي كثيرا من المعاناة ليس أهمها تناثر الأوراق وضياعها بين الإدارات وتكرار تصويرها مرة بعد أخرى.
التحول التقني يؤدي كذلك إلى الحماية من المؤثرات الموجودة في كثير من التركيبات الكيميائية لمواد الطباعة ومواد صناعة الورق، وهذا مهم كذلك.