ميثاق شرف .. للكتاب والمغردين
بدأت سنة هجرية جديدة، وستحل قريبا السنة الميلادية الجديدة، ونحن ماضون على نظام حياتنا بلا تغيير أو تطوير أو مراجعة للإيجابيات والسلبيات، ومع أن المراجعة مطلوبة لجميع شرائح المجتمع في أي وقت لكي يغير الله الحال إلى الأفضل فإنني سأوجه حديثي اليوم إلى شريحة واحدة مؤثرة وهم الكتاب والمغردون، وسيقول البعض بلا شك إن هذا الطرح أفلاطوني، أي صعب التطبيق لكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، أي أنه لو أخذ عدد قليل منا بشيء من هذا الطرح في هذا العام ثم أضاف إليه مزيدا في العام القادم لكان في ذلك خير كثير له وللمجتمع وللوطن. وسأنطلق في الحديث عما ظهر واضحا من أن آلاف المواقع الإلكترونية خصصت لإثارة الفتنة في مجتمعنا وبأسماء سعودية وهمية، ولذا فالحاجة ماسة إلى إيجاد ميثاق شرف للكتاب والمغردين السعوديين ألا نكتب أو نبث أو ننقل عبر وسائل الإعلام المختلفة أي جملة أو رأي أو صورة يمكن أن تستغل للإساءة إلى بلادنا أو تظهر مجتمعنا بأنه ممزق ومختلف مع نفسه ومع قيادته، طبعا أنا لا أقول أوقفوا النقد وإنما أدعو إلى أن يكون النقد إيجابيا وبأسلوب مؤدب يبتعد عن التجريح والبحث عن الشهرة الشخصية على حساب كرامة الآخرين وحدود الذوق العام في اختيار الجمل والمفردات، ولقد قلت في مقال سابق إن ناشطا في حقوق الإنسان أكد لي أن معظم ما يثار في المؤتمرات الدولية لحقوق الإنسان ضد بلادنا مصدره ما ينشر في وسائل إعلامنا من اتهامات بين فريق وآخر، وأضيف اليوم أن الكاتب والمغرد هما من يتحمل المسؤولية الأولى فهما متابعان من قبل وسائل رصد للأعداء لا تغفل عن كل صغيرة أو كبيرة، وحسب جريدة "الرياض" يوم الخميس الماضي فإن هناك 20 ألف تغريدة يوميا و6000 حساب تستهدف الأمن وتبث الشائعات ومقاطع سخرية ضد بلادنا، ويتضمن ميثاق الشرف الذي لا يمكن أن يكون مكتوبا وإنما في ذهن كل كاتب أو مغرد أن يحترم كل منا التخصص في شأن من الشؤون وأن يعطي له الأولوية في مناقشة هذا الشأن، فمثلا موضوع قانون جاستا ينبغي أن نستمع إلى الرأي القانوني أولا وبلادنا لديها من المتخصصين في القانون الدولي من هم أساتذة تشهد لهم المحافل الدولية، وحسب متابعتي لم أقرأ كثيرا من الآراء القانونية السعودية حول هذا الموضوع، ولعل ذلك يكون بعد أن تهدأ العاصفة ونتعامل بهدوء مع هذا الحدث، أي إقرار قانون جاستا الذي لا يوجه إلى بلادنا فقط، نريد أن نقرأ رأيا متخصصا حول الخطة التي يجب اتباعها لتلافي أخطاء تعاملنا مع هذا الأمر منذ عام 2009 ما أدى إلى التصويت لصالحه بهذه النسبة العالية في ظل نشاط للوبي الصهيوني واللوبي الإيراني وغياب كامل لأي جهد مضاد منا أو من الدول الأخرى التي قد يضر بها القانون.
وأخيرا: كاتب الشأن العام قد يتناول الموضوعات السياسية والاقتصادية ولكن بشكل عام دون أن يدعي أنه كاتب رأي متخصص وإنما من باب قرع الأجراس للاهتمام بموضوع معين ثم يترك للمتخصصين التحليل والوصول إلى النتائج بشكل علمي يعتمد عليه المخططون لمواجهة أي قضية مهما كانت صعوبتها وتعقيدها. يضاف إلى ذلك جهد القنوات الأخرى التي لا يستهان بها مثل علاقات رجال الأعمال مع نظرائهم في البلدان الأخرى وتفعيل الدبلوماسية الشعبية التي نادى بالاهتمام بها بعض المتخصصين السعوديين قبل عشر سنوات ولم تجد دعوتهم التشجيع والمساندة التي تستحقها، وما زالت مطروحة على الطاولة حتى الآن.