تربويون: تعزيز دور المعلمين في التصدى للتطرف وتأصيل الاعتدال ضرورة
دعا تربويون ومثقفون إلى أهمية تعزيز دور المعلم ومشاركته في مكافحة الإرهاب وتسليحه بالأدوات والإمكانات والقدرات، التي تتسق مع المتغيرات التي يشهدها العالم، وذلك لترسيخ الولاء والانتماء والاعتزاز والافتخار بالوطن، وتأصيل الاعتدال والوسطية والوطنية ونبذ العنف والتطرف والغلو.
وأكد المشاركون في ندوة "دور المعلم الوطني في مكافحة الإرهاب" التي نظمها مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في الرياض أمس، أهمية العمل على مكافحة الإرهاب والتطرف والعنف وحماية شباب المستقبل من الانحراف الفكري والأخلاقي، ومنعه من الانزلاق والسقوط في أوكار الإرهابيين، مؤكدين أن ذلك لن يتم إلا عن طريق إعداد أفراد المجتمع وتهذيب أخلاقهم وسلوكهم بما يحقق الأمن والتنمية في جميع المجالات، وذلك بدءا من الفصول الدراسية.
وأوضح الدكتور حمد آل الشيخ نائب وزير التعليم السابق، أن للمعلم دورا محوريا وكبيرا في تعزيز الوسطية والوطنية ومعالجة الغلو والتطرف، منوها إلى أن هذا الدور له سمات منها قدرات المعلم على تعزيز الحوار بينه وبين طلابه وفيما بينهم داخل القاعة وخارجها، والتوازن الانفعالي وحسن التصرف وتنمية روح التسامح والعمل الجماعي.
وأشار إلى أهمية ربط المعلم والاستاذ الجامعي المحاضرات أو الحصص والمواقف التعليمية بالمجتمع، واستثمار الأحداث والتنمية وترسيخ الوازع الديني والوسطية والوطنية.
من جانبه، انتقد الدكتور محمد العقلا مدير الجامعة الإسلامية سابقا، بيئة المدارس، معتبرا إياها بيئة ليست جاذبة للطلاب، مشددا على أهمية دعم المعلمين.
ولفت إلى أن المعلم لا يمكن أن يعمل ويؤثر دون دعم الوزارة ومنح الصلاحيات ورفع مستوى التنسيق والتعاون بين الوزارة والمدرسة، وتحديد دور المدرسة التعليمي والتربوي، إضافة إلى دعم الميزة التنافسية للمعلمين خاصة الجانب المعنوي. وبدوره، أوضح الدكتور عثمان الصديق كبير المستشارين في الإدارة العامة في الأمن الفكري في وزارة الداخلية، أن القيم التي تدعو إلى تعزيز الأمن الفكري كالسماحة والتعايش والوسطية والاعتدال والانتماء وحب الوطن والوازع الديني وتعظيم قدر العلماء، لافتا إلى الدور الكبير للمعلم لتأصيل هذه القيم وغرسها لدى الطلاب، لتعزيز الأمن الفكري حتى يكون قدوة أمام طلابه ويربط الأقوال بالأفعال.
من جهتها، قالت الدكتورة عزيزة المانع عضوة هيئة التدريس في جامعة الملك سعود، "إن مفهوم المواطنة مهما بذل من جهد في ترسيخة، لن ينجح ما لم نلتفت التفاتة جادة إلى ما تقوم به المدارس الأجنبية من طمس للهوية القومية، وإضعاف للانتماء الوطني، عبر التدريس باللغة الإنجليزية، والاعتماد في التعليم على كتب أجنبية، فانتشار هذه المدارس هو من أقوى العوامل التي تفصل الطفل عن هويته ولغته وثقافته القومية، ومن ثم إضعاف المواطنة عنده".
إلى ذلك بين الدكتور نياف الجابري عميد كلية التربية في جامعة طيبة، أن السمات الأساسية المهنية للمعلمين تتمحور حول الملكات المهنية كالتطوير المهني الذاتي والقدرة على التواصل مع الآخرين.