بوح للوطن
دواؤك ومنقذك من الأزمات ليس في حبة دواء أو في سب الظلام، علاجك يكمن في موقفك الإيجابي من الحياة ولكل ما حولك مهما قست الظروف!
على مدار سنين تابع العلماء حالة مجموعة من النساء اللاتي تعرضن لعملية استئصال الثدي أو الورم فكانت المفاجأة أن موقف المريضات من وضعهن الصحي كان له أعظم الأثر على درجة شفائهن من المرض. تفاؤلهن وحبهن للحياة كان ربان سفينة النجاة التي حملتهن إلى بر الأمان أما اليائسات من الشفاء فكانت نسب وفاتهن عالية!
وفي كندا وجدوا أن الرجال الذين واجهوا تعرضهم لأول أزمة قلبية بشجاعة كانت إصابتهم بالثانية نادرة، حالتك النفسية هي مفتاح حياتك لعالم النجاح أو الفشل للسعادة أو الحزن للصحة أو المرض.
حروب، مؤامرات، إرهاب، غزو داخلي وخارجي، حرب إعلامية تجييش ضد وطننا، يضخمون السيئات ويهمسون بالحسنات حتى تظن أن العالم ينهار، فهل نستسلم؟ هل نبكي على الأطلال؟!
لنذهب في رحلة تفكر وتدبر عبر التاريخ ولننظر إلى أعظم صورة من صور التفاؤل حديث قرأته مئات المرات وتفكرت في تلك الفسيلة أين ستذهب ما مصيرها وإن بقيت من سيرعاها؟ لأعود ثانية إلى حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليغرسها) عظمة دين وعظمة نبي، وانظر إلى يوسف النبي الكريم الذي بدأ حياته بمؤامرة من إخوته على ذبحه ثم أمضى سنين من عمره سجينا عن جريمة لم يرتكبها ثم بعلمه وحفظه بعد إرادة الله أصبح ملكا لأعظم بلاد الدنيا في ذاك الزمن وتربية فرعونها فسبحان ربي ما أعدلك.
ونوح عليه السلام حين بنى سفينته في أرض لا نهر فيها ولا بحر، ثقة بالله وعملا لمستقبل أكثر أملا، نال سخرية من حوله حتى جاء الطوفان فعلموا سر بعد نظره!
لنحي الأمل في داخلنا ونبعد التشاؤم عن أمور حياتنا، لنوقد شموع الأمل والتفاؤل مع بداية هذه السنة، تفاءلوا واعملوا لا تفاؤل بلا عمل وأخذ بالأسباب، تفاؤلك يحلق بك عاليا يتنقل بك بين حقول الأمل والعمل، به تضيء الطريق لمن خلفك.
وأول ما يجب فعله للتحلي بصفة التفاؤل، استشعار المسؤولية المجتمعية والسعي للإصلاح والتكيف مع المتغيرات الاقتصادية ومراعاة ظروف البلد في الشدة قبل الرخاء.
ليجعل كل منا من نفسه رقيبا عليها لا تنتظر أن يحاسبك أو يقيمك أحد، لا تقارن نفسك بأحد كن قدوة واترك لك أثرا أينما حللت، كن منجزا دقيقا في مواعيدك، وتذكر أن هناك دائما ضوءا في آخر النفق.