يوم الوطن
يزدان الوطن في يومه بأجمل الحلل، وينادي أبناءه ويستنهض هممهم للوصول إلى المستقبل، يعيش فيه الشعب فرحة خير وافر وأمن وارف وحياة حماها الله من الخلل والزلل والسقوط في براثن الفساد والدمار والشلل الذي أصاب من حولنا من الدول.
يبقى أن نتذكر جميعاً أن هذا اليوم هو فضل من الله تعالى، نفرح ونسعد بما وصلنا إليه، ونتذكر رجالاً سقوا أرض الوطن بدمائهم وجاهدوا لتكون رايته عالية، وتكون شرعته ومنهجه الكتاب والسنة. عاشوا على الكفاف وحاربوا الجهل والتخلف والعنصرية والطائفية ليجتمعوا على وطن واحد.
نتذكر كل مخلص عمل من أجل هذا الوطن، وكل عين سهرت تحرس حدوده، وكل أم ربت أبناءها وزرعت في قلوبهم حب وطنهم والتضحية من أجله، كل مواطن يسهم بدوره في تقدم الوطن والوصول إلى العلياء.
هذا الوطن العظيم بدينه ومقدساته وشرعه وقيادته وشعبه يستحق منا الكثير. إن أردنا الخير، نحن مطالبون بأن نكون على مستوى الحدث، مدعوون للتغيير والبذل غير المحدود لوطن أعطانا بلا قيود.
قيمة يجب أن يغرسها الآباء والأمهات والمعلمون والأئمة وقادة المجتمع في قلوب أبنائه صغاراً وكباراً. فرصة نتوقف فيها عن البحث عن النصف الفارغ من الكوب ونركز على ما نملك وتحويه بلادنا ، أن نقول للوطن جاء وقت رد الجميل.
هناك في جبال الحد الجنوبي وسهوله رجال يؤكدون الرسالة ويعطون ببسالة ويجاهدون في سبيل حماية الوطن والدفاع عن حياضه. أسمعوا العالم صوتهم وقدموا لنا جميعاً المثال الأوفى على أن الوطن أغلى من كل شيء وأقدس من أن يخربه مخرب أو يطأ أرضه فاسد أو مفسد.
هم هناك يسهرون الليل ويصطادون الأعداء ويبعدون أذاهم وشرهم وما قد يفكرون فيه من الجرائم عن بلادنا. فليس أقل من أن نبادلهم الحب ونصنع في مواقعنا أجمل صور الولاء والانتماء للوطن. صورة تمنيت لو جسدها أولئك الذين هاموا ليلة الوطن في المطاعم، وطفقوا يحاولون أن يستفزوا غيرهم ويؤذوا المراكز التي كانت ترحب بهم بمناسبة يوم الوطن.
شباب هم أحوج ما يكونون إلى التربية والأدب، كسروا وخربوا وسلكوا مسالك لا ترضي أحدا وعذرهم أنه يوم الوطن. ليس هكذا يفرح الواحد بوطنه وإنجازاته وقيمه وتاريخه أبداً، وهنا دور إصلاح الفكر الذي لم يفهم من الوطن أياً من قيمه ومبادئه وحقائقه.