رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الزمن العربي القاتم

أتساءل : لو رجعت ساعة الزمن بالعرب، إلى ما قبل عواصف الخريف العربي، .. هل كان المواطن السوري أو الليبي أو اليمني إلى آخره، سيبدو بالاندفاع نفسه الذي كان عليه في ذلك الحين؟
هناك سؤال آخر : ما هي حصيلة الخريف العربي؟
الواقع أن الخريف العربي، زاد حالة اللجوء والتشرد، وفاقم مشكلة الفقر والجوع، وأعطى بيئة حاضنة للتطرف والمتطرفين، وأشاع الشعور بحالة اللا أمن، وأشغل العرب والعالم عن قضية فلسطين، وأفرز حتى في البلدان المستقرة عن شخوص وأفراد يتجشأون من الشبع والبطنة، ويصفقون لحمامات الدم والتوحش.
إن أزمة العالم العربي، تتمثل في متطرفين، يريدون احتكار مفهوم الدين وتفصيله على مقاسهم، وحتى من وصل منهم إلى الحكم بشعارات الدين وأدلجته، أراد أن يفصل الديمقراطية بالشكل الذي يسمح باستخدام مركوب الديمقراطية لإيصاله لمبتغاه.
لم تبق بقعة في العالم العربي، لم تتأثر بجمرة الخريف العربي، والأذى طال الجميع، ولم يعد يخفى على عاقل، أن كرة النار التي أشعل جذوتها متطرفون، كادت أن تؤدي لإحراق الأخضر واليابس. الحالة العربية السيئة، التي كان يصفق لها البعض، ويؤججون رمادها كلما أوشكت على الانطفاء، لم تنحسر توابع زلازلها، وهاهي تداعياتها تدق أبواب الخليج العربي من بوابة الاقتصاد. ولا شك أن أخف الضررين قد تحقق، بالحفاظ على الأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي.
وهناك مؤشرات على أن الخطوات الطارئة التي أخذت بها دول الخليج، ستفضي إلى تجاوز الأزمة بسلام.
لكن من المهم الاقتناع خليجيا أن على العرب - كل في بلده - أن يتحمل العبء الأكبر في حل مشكلاته. والانغماس في الداخل وإعطائه الأولوية، قبل الخارج، خيار لا ينطوي على أنانية، بل إنه يستشرف صورة الفرقاء المتنازعين، وفي مقدمتهم مناضلو الفنادق، هؤلاء لا حاجة لدول الخليج العربي إليهم، ومكانهم الطبيعي في الخنادق التي لم تحرقهم جذوتها، ولذلك ليس من المستغرب أن معظمهم أصبح أشبه بتجار الحروب، الذين لا يريدون نهاية لها، لأنهم يستفيدون من استمرارها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي