رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


تجربة .. بمشاعر جامدة

يقول نيلسون مانديلا "ليس حرا من يهان أمامه إنسان ولا يشعر بالإهانة". تذكرت هذه المقولة وأنا أشاهد تجربة اجتماعية مصورة لسيناريو خطف طفل صغير يقتضي منه دوره التمثيلي أن يصرخ طالبا النجدة من الناس في الشارع، والخاطف يلاحقه وذلك بهدف قياس ردة فعل الآخرين، الأمر الصادم أن أغلب الناس كانوا يتصرفون ببرود ولا مبالاة، بل إن البعض منهم كان يبعد الطفل عنه وكأنه يقول للخاطف "اخطفه بس فكني من شرك". الأشد صدمة أن التجربة كانت تجرى في أحد البلدان العربية، وفي نهاية التجربة وبعد صمت مخز أمام عملية اختطاف طفل بريء، ظهر صبي بسيط دافع بكل استماتة عن المخطوف، وكان مستعدا أن يضحي بروحه من أجله..!
التجربة أثارت فضولي وألمي في الوقت نفسه وتساءلت...
_ هل الخوف من التورط في المتاعب عذر يمكن قبوله لهؤلاء الذين فضلوا الصمت؟!
_ لو أن أحد المارة تخيل للحظة واحدة أن أحد أطفاله قد يكون محل هذا الطفل المخطوف فهل كانت ردة فعله ستتغير؟!
_ كيف يستطيع هؤلاء التصالح مع أنفسهم والعيش بسلام وهم قد أسهموا بطريقة غير مباشرة في تسهيل عملية خطف لطفل إن لم يقتل فستنتهك براءته على أقل تقدير ويدخل في تجربة أكبر بكثير من عقله الصغير؟!
حاولت كثيرا أن أجد مبررات أو أعذارا لهؤلاء المارة، لكن فعلا وجدتني عاجزة عن ذلك، ولنفترض أن الخوف ألجمهم إذن على أقل تقدير كان من الممكن تسجيل لوحة السيارة والاتصال على الشرطة للتدخل!
_ ليس من الضروري أن تكون موظفا بصفة رسمية في جهاز حكومي لتقوم بدورك الإنساني النابع من قيمك الإسلامية، بل متى ما امتلكت حسا وطنيا وامتلكه غيرك من أفراد المجتمع فسيرفرف السلام على ربوع الوطن بغض النظر عن الجنس والدين واللون وغيرها ..!
_ أنت لا تعيش في جزيرة معزولة، ولن تنجح إطلاقا في عزل نفسك عن قيم مجتمع "مضروبة" أسهمت فيها أنت بطريقة غير مباشرة في وقت كان بإمكانك أن تسهم في تغييرها للأفضل بالحكمة.. والأفكار الإيجابية .. وحفاظك على قيم دينك ومجتمعك ووطنك!
_ أخبر أبناءك أن الوطنية ليست فقط مقررا مدرسيا.. بل هي تطبيق عملي للقيم والأخلاق والسلوكيات الإيجابية فوق أرض الوطن!
وخزة
يقول مارثن لوثر كنج
أنت لست محاسبا فقط على ما تقول، أنت أيضا محاسب على ما لم تقل..
حين كان لا بد أن تقوله!.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي