رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


نجاح موسم الحج

شهد موسم حج هذا العام نجاحا منقطع النظير. الأسباب عديدة، لكن أهمها تطابق الهدف بين كل الجهات الخادمة للحاج والحاج نفسه. بذلت الجهات الحكومية جهودا عظيمة في مجالات الأمن والصحة والبلديات والخدمات.
عمليات تكلف مئات الآلاف تنفذ بلا مقابل، رجال أمن يتجاوزون حدود مهامهم الأمنية ليقوموا بأعمال إنسانية تهتم بالصغير وتعين الكبير وتساعد المحتاج، عمليات تجهيز للمواقع بأحدث التجهيزات، استخدام للتقنية بشكل مكثف لخدمة الحركة والسكون في الليل والنهار. أكثر صور الحج تعبيرا لا يمكن حصره في لقطة معينة.
صور الحجاج وهم يقبلون رجال الأمن، أو المرضى وهم يسيرون على أقدامهم متجهين إلى الطائرات التي تقلهم لدولهم، أو مواطنين يوزعون المواد الغذائية كلها في كفة، وصورة رجال الأمن وهم يتنفسون الصعداء ويفترشون الأرض بعد أن شعروا أنهم أدوا أمانتهم بالشكل الذي يرضي الله ومكنوا الحاج من أهم وأقدس رحلة في حياته.
هنا يبدأ التحدي الأهم وهو تجاوز هذا النجاح والتعلم من كل ما شهده الموسم من المبادرات والنجاحات بما يضمن أن يكون موسم الحج القادم أكثر نجاحا، وهنا يكمن التعلم من الماضي ومواجهة كل الحقائق والتعامل معها بطريقة علمية.
ثم إننا شهدنا في هذا الموسم سابقة تاريخية عندما رفضت إيران أن تخضع للحق وتخلص الحج من الغوغائية والتجمهر والشعارات السياسية التي عليها اختلاف حتى في إيران نفسها. إن موقف المملكة الراسخ والواضح من مفهوم تحويل الحج والتجمعات الدينية إلى مجازر كما يحدث في العراق، موقف له أسس منطقية وعقلانية.
ليس هدف الحج أن تتحول الشوارع إلى مواقع للطم والندب والصراخ والسلوك العدائي الذي شاهدناه أكثر من مرة في شكل متخلف بعيد كل البعد عن تعاليم الإسلام الراقية السامية. المهم هو أن نحافظ على قدسية الشعيرة وأن نتأسى بمحمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - في حجته التي سادتها السكينة والبساطة والمرونة والبعد عن كل ما يضر بالحاج من تجمهر ودليلنا فيها قوله عليه الصلاة والسلام: "افعل ولا حرج".
إذا كانت فتوى خامنئي بالتوجه للحج في كربلاء تنتج هذا الكم من السكينة والراحة واليسر والسعادة لحجاج بيت الله الحرام فمرحبا بها وليحج إلى مكة من يؤمن بأن الرحلة إيمانية بحتة ترسخ سيرة النبيين الأكرمين محمد وإبراهيم عليهما صلاة الله وسلامه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي