دولة ورجال مخلصون
في الـ15 من يناير 1902، دخل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الرياض فاتحا لها ومعلنا بداية مرحلة طويلة ومتعبة من الكفاح والجهد والعمل، في سبيل تأسيس بلد حضاري مدني يضاهي به الدول الأخرى والذي سمي في ما بعد بالمملكة العربية السعودية قبلة المسلمين.
لم يكن هناك جيش يسير به الملك المؤسس من الكويت إلى الرياض، ولا عدة ولا عتاد يجابه بها خصومه، بل تسلح بالدعاء وإيمانه التام بقضيته، ووقفة الرجال المخلصين، فلم يكن معه إلا 63 رجلا من أبناء عمومته ورجاله المؤمنين بقضيته ومشروعه في تأسيس وطن ودولة تحتويهم وتحتوي أبناءهم وأحفادهم من بعدهم، وهو ما تحقق بتوفيق الله ثم بتضحيات المؤسس ورجاله الأوفياء.
بالأمس احتفل السعوديون بذكرى مرور 86 عاما على تأسيس المملكة العربية السعودية، الوطن الذي غرسه المؤسس ورواه من بعده أبناؤه البررة من الملوك بدءا من الملك سعود، مرورا بالملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبد الله –رحمهم الله جميعا-، واليوم هو في رعاية سلمان الحزم والعزم مكملا مسيرة البناء والتنمية والتطوير.
أراض صحراوية مترامية الأطراف تبلغ مساحتها نحو مليوني وربع المليون كيلومتر مربع، خالية من البناء والتنمية يتلبسها الجوع والحاجة، هذه هي السعودية عندما وحدها المؤسس -طيب الله ثراه- والآن ها هي دولة حضارية مدنية متطورة يضاهي بها السعوديون أقرانهم في كل دول العالم، تحولت بجهد المؤسس وأبنائه البررة من دولة فقيرة إلى دولة اقتصادية كبرى، تعد من أغنى دول العالم، ومن ضمن 20 دولة تستحوذ على 90 في المائة من الاقتصاد العالمي.
عندما نحتفل اليوم بذكرى توحيد المملكة، علينا أن نتذكر جهد آبائنا وأجدادنا، وأن نستشعر التضحيات التي قدموها على مر الـ86 عاما الماضية، وأن نتلمس خطواتهم في مسيرة البناء والتنمية، وألا نكتفي بالفرح، بل يجب أن نسير على نهجهم وأن نتبع خطواتهم وأن نواصل مسيرة الكفاح وأن نحافظ على إرثهم وعلى البلد التي رووا ترابه بالعرق والدم موحدين ومؤسسين له بقيادة المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن.