رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


النقاش والجدال

كان حديث اليومين السابقين يتعلق باختلاف الرؤى والمؤثرات الفكرية والاجتماعية التي يعيشها الناس اليوم. أمر يسيطر على أغلب مجتمعات العالم وينشر الجدليات بين الأجيال حول تقبل الجديد ومحاولة التعايش معه. الإشكالية التي تعيشها المجتمعات نابعة في الأساس من التغيير السريع في المؤثرات والبيئة الفكرية والاجتماعية، تغييرات لم تستطع معها أكثر المجتمعات مرونة أن تتأقلم وتحل خلافات الأجيال المتباعدة فكريا.
هنا تبرز أهمية وجود الحدود العليا من التقبل للفكر الآخر والتعايش مع المختلف حتى وإن كان اختلافه مرفوضا في السابق، ذلك أننا إن فقدنا التواصل الاجتماعي والتقبل الفكري فسنقع ضحية العنف الذي تشهده كثير من الدول خصوصا في منطقة الشرق الأوسط التي كانت منذ أقدم العصور مركزا لنشوء التغيير الاجتماعي كما نقرأ في تاريخ دوله. يتطلب أمر كهذا أن تتم التربية على أسس أكثر ليونة وتقبلا، ومع التقبل تظهر أهمية التعامل مع المتغيرات بمفهوم الحوار الحضاري الذي ينتج عن تبني المفاهيم من خلال القناعة بصحتها بدلا من التعامل معها كجزء من الموروث الذي لا يمكن التنازل عنه، ولا يمكن تقبل غيره.
لعل الدين الإسلامي هو أكثر القيم قدرة على التفاعل مع الحوار والنظر المتوازن لأطراف الخلاف. يأتي هذا الأمر كنتيجة لمراحل الدعوة التي كان فيها الرسول ـــ صلى الله عليه وسلم ــــ يتعامل مع من تبنوا الموروث كجزء غير قابل للجدل من حياتهم.
هؤلاء الذين حاورهم النبي الأعظم بالمنطق، وشرح لهم مفاهيمه بطريقة جاذبة تحتوي المختلف وتتقبله حتى يرى الحق كفلق الصبح، وبطريقة أخلاقية فريدة الجمال يشرحها قوله تعالى " خذ العفو وأمر بالعرف " ثم تتجلى قدرته ــــ صلى الله عليه وسلم ــــ في ضمان قبول المخالفين والموافقين من خلال البساطة والاحترام وحسن التعامل كما يقول الله تعالى "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك". هنا تتضح مجموعة من القواعد المهمة التي يجب أن نتبناها ونحن نواجه هذا الكم الهائل من التغيير في السلوك والتعامل، بل ونشاهد انفلاتا خطيرا من قبل كثيرين بسبب ما تحمله مفاهيم وقيم دول أخرى من الجاذبية التي تجعلهم يصلون لمرحلة من الإعجاب تدفعهم لمفارقة قيمهم التي بنيت عليها حياتهم وتجاوزت كثيرا من أنفاق الاختلاف لتصل إليهم نقية خالصة، لكنها أصبحت موروثا بسبب عدم السماح بالجدال حولها.. غدا أنهي هذه المجموعة بحول الله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي