نجاح موسم الحج يرد على المغرضين

في موسم حج هذا العام كانت تباشير النجاح مبكرة وتتوافق مع ما سبقه من مواسم الحج، التي سجلت فيها السعودية تفوقا عاما بعد عام، فقد مكن الله ــ سبحانه وتعالى ــ بلادنا بقيادتها التي لا تبخل على الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وعلى ضيوف الرحمن، ولا تهدف من وراء ذلك إلا مرضاة الله، مكنها أن تحقق أفضل الظروف لنجاح الحج على الرغم من كل الصعوبات التي تزداد عاما بعد عام مع ازدياد عدد الحجاج والمعتمرين، وهذا استمرار للنهج الذي سار عليه المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ويسير عليه الآن أبناؤه من بعده حتى عهد خادم الحرمين الشريفين.
لقد هنأ خادم الحرمين الشريفين، حجاج بيت الله الحرام بأداء مناسكهم، كما هنأ الشعب السعودي والأمة الإسلامية بعيد الأضحى المبارك، مؤكدا على أهم الثوابت الوطنية والوقوف في وجه كل من تسول له نفسه أن يعبث بأمن الحج ووحدة وسيادة بلادنا، وأن نكون جميعا على قدر المسؤولية الملقاة على عواتقنا، كما أن رجال الأمن درع هذا الوطن بعد الله ــ سبحانه وتعالى ــ في حمايته ودرء الخطر عنه، مع ضرورة الحذر من المتربصين من أعداء الأمة الذين لا هدف لهم غير الإخلال بأمن بلادنا ووحدتها، مستغلين المتغيرات من حولنا التي تحيط بنا من كل جانب ولا واقي منها سوى التوكل على الله وحده والعمل معا لسلامة بلادنا ومقدراتنا.
إن صناعة خدمات الحج نشاط موسمي ضخم يسهم فيه القطاع الخاص الذي يدعم جهود الدولة، حيث تصب جميع الجهود في سبيل راحة الحجاج؛ فالحج عبادة دينية ومنافع دنيوية، كما أن التنافس بين الشركات والمؤسسات التي تمارس أنشطة تخدم الحجاج ظاهرة صحية إذا تم توجيه جميع تلك الأنشطة إلى الالتزام بالتعليمات والقرارات التنظيمية التي تصدرها الجهات المختصة، لضمان حصول الحجاج من الداخل والخارج على أفضل خدمة بأسعار معقولة، مع محاسبة كل من يثبت وجود تقصير منه في تنفيذ التزاماته مع الحجاج، وفرض أقسى العقوبات في حقه التي تصل إلى إغلاق الشركة أو المؤسسة المقصرة في خدمة ضيوف بيت الله الحرام.
إن التميز في خدمات الحج ومشاريعه وتنظيماته تتطور عاما بعد عام، وفي كل موسم حج يلاحظ الجميع خصوصا الحجاج والمعتمرين ومؤسسات وشركات القطاع الخاص في الحج، أن هناك إضافات جديدة يتم فيها الاستفادة من المواسم الماضية، ولعل هذا العام كانت أكثر نجاحا بتوفيق الله ــ سبحانه وتعالى ــ فلم يكن هناك حوادث تذكر، كما لم يكن هناك أي أمراض أو أوبئة، وكان رجال الأمن على قدر الثقة التي أوكلتها لهم القيادة الرشيدة، فحملوا على عواتقهم المسؤولية العظمى في حفظ أمن حجاج بيت الله الحرام وتسهيل أداء مناسكهم وتنقلاتهم، وما ذاك إلا استشعار منهم بشرف خدمة ضيوف الرحمن أولا، ثم امتثال للتوجيهات والتعليمات بتوزيع المهام والأعمال، حيث نفذت قوات أمن الحج والقوات المساندة لها جميع الخطط الأمنية التي تم إعدادها منذ وقت مبكر ونجحت ــ بفضل الله ــ في توفير أجواء آمنة للحجاج الذين يتأهبون لمغادرة المشاعر، في موسم حج شهد نجاحا على جميع الأصعدة، وما ذلك إلا بتوفيق الله ــ سبحانه وتعالى ــ لهذه البلاد قيادة وشعبا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي