أمن المملكة في كل الأيام

ليس هناك فارق للأمن في المملكة، سواء كان الأمر يتعلق بمناسبة صغيرة أو كبيرة، أو بيوم عادي في البلاد. فالأمن (ومعه الأمان بالطبع) ركيزة أولى ضمن أولويات القيادة، وحماية من في البلاد، قضية ليست خاضعة بالأساس للنقاش، لأن أمرها محسوم من أعلى هرم القيادة في المملكة. وبالطبع عندما تكون هناك مناسبة كبرى كموسم الحج ترتفع مستويات وأدوات الأمن للتعاطي مع الأعداد الوافدة من الحجاج من كل مكان. بمعنى أن أدوات الأمن تزداد، لكن استراتيجية الأمن لا تتغير. فلا يمكن التعاطي مع وجود مليوني حاج في مساحة جغرافية صغيرة، بأدوات يوم عادي من أيام هذه المناطق المباركة. السعودية تعرف منذ قرون هذه المسألة، وتتعاطى معها وفق ما تتطلب الحالة والمتغيرات، والأهم وفق التهديدات المحتملة من جانب تخريبيين جندتهم إيران في أكثر من مناسبة وموسم حج، ضمن الاستراتيجية التخريبية لهذا البلد في المنطقة كلها.
ولي العهد الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، قالها في أكثر من مناسبة بوضوح، هناك تهديدات تستهدف المملكة، والبلاد مستعدة لها بقواتها الأمنية بعد حفظ الله عز وجل. والحقيقة أن هذه التهديدات لا تتوقف من جهات مارقة، لا ترغب في أن تكون جزءا من نسيج المنطقة. والمقصود هنا إيران، التي بذلت كل ما أمكن لها، ليس لتيسير أمور حجاجها بالتعاون مع السلطات في المملكة، بل لزرع ما تستطيع من المعوقات مصحوبة بسلسلة لا تنتهي من الأكاذيب والادعاءات تعرف هي قبل غيرها مدى افترائها. لقد ثبت حقا، أن الحادث الذي أودى بحياة عدد من الحجاج في الموسم الماضي، كان نتيجة قيام حجاج إيرانيين به، على أمل أن يتسع نطاقه. لكن لا تجري الأمور هكذا مع المملكة.
السعودية تستند إلى حفظ الله أولا، وإلى تفاني قواتها الأمنية والعسكرية في حماية الوطن والمواطن والمقيم والزائر، وبالطبع الحاج. وهذا الأخير يلقى اهتماما من أعلى هرم الحكم في البلاد، حيث ينكب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في هذه الأيام المباركة، على الإشراف بنفسه مباشرة على تسيير أمور الحجيج، والاطمئنان على راحتهم، وسلامتهم وأمنهم. إنه الواجب الذي ارتضته المملكة منذ الأزل، وليس فقط في المواسم، وستواصل هذا الواجب، رغم كل المؤامرات المكشوفة عليها وعلى أمنها. لقد شهد التاريخ عددا من محاولات إيران تعكير صفو موسم الحج في أكثر من موسم. لكنها باءت بالفشل جميعها، بحفظ الله عز وجل، وبسالة وإخلاص قواتها الأمنية المنتشرة في كل مكان ما يستدعي الحماية حتى ولو لحاج واحد.
القوات المسلحة تحمي حدود الوطن ليس فقط بإخلاص منقطع النظير، بل أيضا بتضحيات لا حدود لها، تقوم بتحصين أمن الحدود من كل عدوان، وفي الوقت نفسه تقوم بدورها في إعادة الشرعية إلى اليمن الشقيق، وإنهاء عصابات الحوثي والمخلوع صالح. إنها الدرع الأمامي للوطن، هي السد المنيع للبلاد. وجسّد ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان هذه الحقيقة، بزيارته إلى القوات السعودية في مواقعها بمناسبة عيد الأضحى المبارك. ليس هناك حلول وسط في أمن المملكة على حدودها وفي أمنها على ترابها الوطني. كما أنه ليس هناك أي تسامح مع أي جهة أو فرد يريد أن يعبث بأمن الوطن والمواطن والمقيم والزائر في كل المناسبات والمواسم. المملكة أرض الأمان وستبقى كذلك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي