حلاوة العيد
قبل حلول الأعياد يتفنن كثير من محال الحلويات بكل أنواعها وأشكالها في جذب المستهلك من خلال العروض المغرية والتخفيضات الوهمية طمعا منهم بالطبع في جذب جيوبهم قبل ذائقتهم، كما ينشط عديد من مشاهير التواصل الاجتماعي في مضاعفة أسعار إعلاناتهم عن هذه المحال وبالتالي تضخم حساباتهم المالية من هذه الإعلانات التي يقومون بها ومن المضحك المبكي أنهم يختمون إعلاناتهم بهذه العبارة الساذجة (خصم 20 في المائة لمتابعي فلان الفلاني) ثم يبدأ هجوم المتابعين على هذه المحال التي يعتقدون أنها تراعي ظروفهم المادية في موسم الأعياد..!
أصبحت حلاوة العيد في زماننا تخضع لقائمة المظاهر الكذابة والتصنع المزيف والتفاخر بأصنافها الغالية، حتى أصبح كثير من الناس مع الأسف يشتريها ويعرضها فوق طاولة الاستقبال الفخمة ليقوم بتصويرها من كل الزوايا وينزل الصور في وسائل التواصل الاجتماعي خاصة في السناب شات....! حلاوة العيد رغم كل التحديثات المصطنعة التي أجريت عليها لكنها ستظل تحتفظ بذكرياتها الجميلة التي عايشناها وسكنت في أرشيف عقولنا لأنها ببساطة امتزجت حينها بدفء العلاقات الإنسانية وحميمية النفوس وصدق الإحساس. لذلك إليك هذه النصائح عند اختيارك حلاوة العيد:
- الأنواع الفخمة من حلاوة العيد مهما كانت مشهورة ومستوردة من بلدان أوروبية اشتهرت بصناعة أرقى أنواع الحلويات، فلن يكون لها قيمة إن لم يتشاركها معك أشخاص تمتزج أرواحهم بروحك ويشعرون بلذة وجودك بينهم قبل أن يشعروا بلذة قطع الكاكاو تذوب في أفواههم.
- من الرائع عند اختيارك حلاوة العيد أن تحرص على اختيار بعض تلك الأنواع التي تثير الحنين في قلوب زائريك مهما كانت بساطتها ورخص ثمنها فذلك لن يحط من قدرك أمامهم، بل بالعكس ستشعل شموع السرور في قلوبهم وهم يتذكرون تلك الأيام الجميلة التي امتزجت فيها المشاعر مع حلاوة العيد .. وثق بي ستكون سعادتهم "بحلاوة زمن الطيبين" أضعاف سعادتهم بالحلويات السويسرية.
- حلاوة العيد جمالها أن تتشاركها معك براءة الأطفال، وللأسف يغفل كثيرون عن تخصيص حلاوة العيد للأطفال ويكتفون بهدايا مغلفة خوفا من اتساخ ملابسهم، اصنع الفرح في قلوب الصغار بشراء حلاوة عيد خاصة بهم فالحلوى ستذوب في أفواههم لكن ذكرياتها ستظل عالقة في أذهانهم.
وخزة
كل فرح في هذا العالم سيغدو أعمق أثرا حين نتشاركه مع الآخرين خاصة ممن حرموا دفء الأسرة في هذه اللحظات الجميلة.
فاقتسم جمال حلاوة العيد مع العمال المغتربين ... والأيتام ... والأطفال المرضى في المستشفيات. وعيدكم مبارك.