رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


عيد الأضحى

توقفت بالأمس عند أمر رمي الجمرات والأضحية وما يحملان من معان عظمى تذكر المسلم بطاعة الله وتعينه على التمسك بها مهما حاول أعداء الدين أن يبعدوه عنها, ومهما دعته نفسه للحياد والابتعاد عن منطقها العظيم. ذلكم من الأمور المهمة التي يرسخها حج بيت الله الحرام.
ثم إن المسلمين يسيرون في بقية الأيام على النهج نفسه الذي يؤكد الطاعة ويعين على التدبر، ويسهم في مزيد من التوكل والاعتماد على المولى عز وجل. يسعى المسلمون بين الصفا والمروة, وهما جبلان شرق الكعبة كانت هاجر عليها السلام تسعى بينهما، وهي تبحث عمن يأتي من هنا أو هناك حاملا ما يطفئ ظمأ وليدها إسماعيل عليه السلام.
ترك إبراهيم - عليه السلام - زوجته وابنه في واد غير ذي زرع عند البيت الحرام، وهو على يقين أن ربه سيتولاهما, فهو ينفذ أوامر ربه دون تردد مهما دفعته الظروف للمخالفة. هذه الثقة العظيمة بالله تعالى هي ما جعلت إبراهيم يخرج من مكة ضامنا أنه عند عودته سيجد زوجته وابنه في خير حال.
تحققت دعوة إبراهيم عليه السلام لمكة, فنبعت المياه من تحت قدمي إسماعيل عليه السلام لتصبح زمزم بداية لحضارة مركزها مكة المكرمة, وليبقى بيت الله العتيق مأوى أفئدة الناس من يومها حتى قيام الساعة. قدسية لم تغيرها الأزمان, وسقطت كل محاولات من أراد بها السوء, أو أحدث فيها الفتنة ليبقى بيت الله الحرام يحميه ربه الذي أمر إبراهيم عليه السلام ببنائه على نسق البيت المعمور في السماء.
مشهد الطواف يثير مزيدا من الحب والشوق ويربط الأفئدة بالكعبة المشرفة. إن طواف المسلمين بالكعبة هو من طاعة الله عز وجل وهو يشبه طواف الملائكة بالبيت المعمور. تجتمع هنا القلوب والأجساد في مشهد مهيب وهي تطوف بالبيت العتيق تذكر الله ولا أحد غيره, وتشكره وتثني عليه وتسأله ما بدا لها من أمور دينها ودنياها.
إنها الوحدة الإسلامية التي يمثلها هذا الاجتماع العظيم الذي يأتي دون أن يتخذ شعارات باطلة أو أفكارا معادية للإسلام والمسلمين, الوحدة التي يجب أن نتذكرها فإن لم نسع إلى ترسيخها فمن الأولى ألا ننظم المؤتمرات والندوات التي تدمرها وتفرق الناس عن دينهم، كما فعل أهل "مؤتمر الشيشان".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي