رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الأضحى و«الحية بية»

لعل من طرائف العيد هذا العام تلك الرسالة التي تناقلها الناس من إحدى شركات التوصيل وبالصور تعلن فيه استعدادها التام لتوصيل خروفك لباب بيتك ومعه هدية عبارة عن طعامه للأيام المتبقية على ذبحه مغلفة تغليف هدايا ومزينة بخروف من البالونات ومعلق على رقبة الخروف بطاقة هوية تحمل اسمه وعمره وجنسه وهواياته التي منها جمع وتنسيق (القرقاص) وهو لمن لا يعرفه نبات حولي ذو رائحة عطرية وطعم لاذع ينمو بعد موسم سقوط الأمطار، وهذا الإعلان امتداد لغرائب يفعلها المسلمون في الدول الإسلامية للاحتفال بالعيد وإظهار مظاهر الفرح مثل وضع الحناء على جبهة الخروف وتكحيل عينيه كما يفعل الليبيون فهم يريدون أن تصل أضحيتهم إلى الله في أجمل صورة ويعتقدون أن المسماة باسمه سيمتطيها في طريقه إلى الجنة يوم القيامة، وقبل ذبح أضاحيهم يشربونها الماء ويشعلون المباخر لتفوح رائحة البخور الجاوي وبعد ذبح الأضحية يرشون دمه بالملح ويتم طمره والاحتفاظ بعظمة الفك الأسفل في البيت لإبعاد العين والحسد وجلب الحظ.
ومثلهم يفعل المغاربة بغمس أيديهم في دم الأضحية وطبعها على الجدران أو شرب قطرات من دمها لاعتقادهم بالقوة الخارقة في دمها ويسارع البعض بغمس رداء أبيض في دم الأضحية لوضعه على جسد الممسوس اعتقادا منهم بأنه يطرد الجن، وفي المغرب يحتفظون بمرارة الكبش ظنا منهم أنها تشفي من الأمراض.
وفي الجزائر تبدأ مراسم الاحتفال بالعيد بمصارعة الكباش التي تربى من أجل هذا الغرض من عمر ثلاث سنوات إلى سبع سنوات رغم عدم تشجيع الحكومة لها.
وفي الصين تعتبر لعبة "خطف الخروف" من أهم مظاهر احتفال مسلمي الصين بأول أيام عيد الأضحى المبارك, حيث يتبارى المتسابقون في مَن منهم يخطف الخروف من على الأرض بأسرع وقت دون أن يسقط من على صهوة جواده وبعد الفوز بالخروف يجتمع ذكور الأسرة حوله ثم يشرعون في قراءة أدعية وآيات قرآنية لمدة تصل إلى خمس دقائق, بعدها يقوم كبير الأسرة أو إمام المسجد بذبح الخروف وتقسيمه 11.
وفي البحرين هناك أضحية من نوع خاص للأطفال تدعى (حية بية) عبارة عن قفة أو زنبيل مصنوع من سعف النخيل يزرعون بها القمح أو الشعير وتعلق على باب المنزل حتى تنمو وفي يوم عرفة يلقونها في البحر مرددين أهزوجة:
حية بيه.. على درب الحنينية
راحت حية .. أو جات حية
يا حييتي يا بيتي .. غديتك عشيتك
نهار العيد .. لا تدعين عليه.
انشروا الفرح واسعدوا بضيافة ربكم وكل عام وأنت بخير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي