رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


إلى عرفات الله

يتجه حجاج بيت الله إلى عرفات، وهو الركن الأعظم والصورة الأمثل للوحدة الإسلامية. الوحدة التي لا تعترف بالمال والمناصب، ولا تهتم للجغرافيا واللغات، ولا تعترف بالمذهب واللون. الجميع بلون واحد وصوت واحد وطلب ملح لمغفرة الله ــ سبحانه وتعالى.
هذا المشهد الذي يجمع القلوب ويسمو بالأنفس عن الاختلافات، يتكرر كل عام ليذكرنا بأننا نعبد إلهاً واحداً، وأنه مهما حاول أحد أن يفرق هذه الأمة من الداخل أو الخارج فقد يفلح لفترة، ولكن مصير فكره المنحرف إلى زوال، وفعله المخزي إلى عذاب الله وبئس المصير.
أتساءل: كيف يمكن لأي شخص أن يتقبل فكرة الاعتداء على أي من هؤلاء الضيوف الذين لبوا دعوة ربهم، ومن أي مرجعية يمكن أن يأخذ فعله الإجرامي في حق من أتوا من كل مكان يبحثون عن رحمة الله، ويمثلون أعلى درجات الانقياد لأوامر الله تعالى.
عندما شاهدت وصول ضيوف الرحمن للمدينة المنورة، وكيف استقبلهم الأطفال والكبار بالزهور وماء الورد، رأيت دموع الحجاج تنهمر ودموع مستقبليهم كذلك. مشهد عظيم يستحق أن يراجعه كل من يعتقد أن هناك جنة أو حسن خاتمة في الاعتداء على هؤلاء الأحباب ورحلتهم الميمونة.
حتى أولئك الذين يبدأون بنشر مفاهيم وفكر الإساءة للجموع المقبلة للحج، ومن يخدمونهم وينظمون من أجل ذلك المؤتمرات المخزية في هذا الوقت بالذات، هم ليسوا على شيء، لأن مسعاهم لإيجاد شروخ في جسد الأمة لن ينجح، فها هي الوحدة الإسلامية التي لا تصنف الناس ولا تعطي أحداً الحق في اختزال الإسلام في نفسه أو مفهومه أو جماعته.
هنا أدعو كل من اعتقد أن الإيمان بالله والتصديق برسوله - صلى الله عليه وسلم - غير كاف لحقن دماء المسلمين، ولم يلتفت لقول المصطفى ــ صلى الله عليه وسلم ــ بحرمة دم المسلم، إلى إعادة التفكير في مرجعيته الفكرية والعقدية، لأن معتقده هذا لا يوافق أي شرع أو خلق قويم، والإسلام هو الخلق القويم في الأساس، ومحمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ بعث ليتمم مكارم الأخلاق.
أسأل الله جلت قدرته أن يحفظ الحجاج من كل سوء، وأن يبلغ كلا منهم سؤله، وأن يحيط هذا الحج بالأمن وأن ييسر المناسك. وأدعو الحجاج وكل الوكالات المسؤولة عنهم لتوخي الحرص والالتزام بالتعليمات التي تضمن أمنهم وسلامتهم، والإبلاغ عن كل عمل مريب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي