رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


نظامنا الغذائي .. في أيام العيد

غدا الإثنين أول أيام عيد الأضحى المبارك، وخلال عطلته الطويلة ينقلب نظامنا الغذائي رأسا على عقب حيث نهمل كل الأقوال المأثورة والحكم ونصائح الأطباء التي تحث على عدم الإفراط والإسراف في الأكل، وألا يملأ ابن آدم ذلك الوعاء الذي هو بيت الداء وأن يترك ثلث شرابه وطعامه في وضع مريح ناهيك عن ثلث النفس أو التنفس الذي ينساه كثيرون بمجرد وضع المائدة أمامه حيث يلتفت عن يمينه وشماله فلا يجد إلا لوحة كبيرة كتب عليها بيت الشعر القائل:
اضرب بخمسك لا تأكل بملعقة
إن الملاعق للنعماء نكران
ويزيد الأمر تعقيدا إن كان مدعوا وأخذ صاحب الدعوة يردد عبارة "الأكل على قدر المحبة"، فتبدأ قذائف من اللحم المحاط بالشحوم والدهون تتهاوى أمامه ويتبع ذلك باللبن والبطيخ ثم ينام تحت مكيف بارد في ظهيرة يوم حار كهذه الأيام .. وبعد منتصف الليل بقليل يتكرر المشهد نفسه ثم يسرع إلى فراشه وينهض في الصباح شاكيا وكأنه لا يعلم السبب!
وتقابل هذه الصورة صورة الماضي البسيط في كل شيء وبالذات في الغذاء المكون غالبا من التمر واللبن وشيء من البر ولمرة واحدة في اليوم وفي وقت مبكر "بعد صلاة العصر مثلا" وتصاحب ذلك حركة لا تهدأ وعمل ميداني وعضلي وسير على الأقدام لمسافات طويلة، أما اللحم فلا وجود له إلا في مناسبة مهمة.
بالطبع أنا لا أدعو إلى أن نعود لغذاء الماضي فلربما هناك عناصر غذائية مهمة لم تكن متوافرة آنذاك.. لكنني فقط أشير إلى أن إعادة النظر في نظامنا الغذائي الذي أعتقد أنه سبب رئيس لما نحن فيه من وهن وكسل وأمراض غريبة مطلب مهم، وعلى أبناء هذه البلاد من الأطباء والمؤهلين في مجال التغذية التبرع بإجراء ونشر بحوث مكثفة عن تأثير النظام الغذائي الحالي في صحة الأجيال، ولتؤخذ في الحسبان نقطتان مهمتان هما مواعيد الطعام ونوعيته، ويشمل ذلك الدواجن والماشية وطريقة تربيتها وتسمينها والخضراوات وطريقة زراعتها وسمادها. وهناك بند مهم وهو الوجبات السريعة التي دخلت حياتنا بشكل سريع وخطير وأصبح الطفل أو الشاب لا تنفتح شهيته لما لذ وطاب من موجودات منزل الأسرة بينما يتشوق لأكل ما لا يعلم إلا الله مكوناته ومحتوياته ويصحب ذلك بجرعات من المشروبات الغازية التي أثبت الباحثون ضررها وخاصة على الأطفال.
وأخيرا: إذا انتهت أيام العيد على خير وأصبح أحدهم يشكو من آلام في القدمين والساقين والركبتين فلا يلوم إلا نفسه أو فلنقل يده التي أفرطت في تناول اللحوم، وعليه أ لا يشغل المستشفيات ويتعب الأطباء فالعلاج كما يقول الأطباء في الإمساك عن تناول اللحم الأحمر لشهر أو شهرين وسيصبح سليما معافى بإذن الله .. وكل عام والجميع بصحة وعافية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي