التغيير الإيجابي
تحدثت أمس عن سائق التاكسي الذي يقدم مختلف الخدمات التي لا يتوقعها أحدنا، بناء على معرفتنا السابقة والأطر التي وضعنا هذه الفئة داخلها، وبحثت عن الحلول التي يمكن أن تصنع لنا شخصيات مبدعة داخل مختلف المهن التي يمكن أن تعطي كل منها ـــ بلا شك ـــ الفرصة للإبداع وبهذا أعني كل الوظائف دون استثناء.
الإبداع لا حدود له، وعندما يتخلص الشخص من المثبطات التي توجد حوله والمؤثرات التي تضعه ضمن حلقة معينة من المواصفات التي يجدها أمامه عند دخوله مجال العمل، فهو على أول خطوات التغيير الإبداعي الإيجابي الذي يجب أن تشجعه كل المؤسسات والشركات والمنظمات بمختلف مجالاتها.
المبدع هو العملة الحقيقية التي يجب أن تحرص كل منشأة على "سكها"، وهو في النهاية من يصنع التغيير الكبير الذي يحقق للمنشأة بكل مكوناتها التميز والتفرد الذي تبحث عنه. لا بد أن تكون للشخص حوافز معينة تدفعه إلى البحث داخله وإخراج كل الإبداع الذي يتحول إلى تغيير إيجابي في أسلوب العمل، وطريقة التعامل، والتركيز على الوصول إلى أعلى المعايير بما يتجاوز ما يعرف بالموقع المثالي Benchmark فهل يمكن ذلك؟
أتساءل عن هذا الأمر وأعلم أنه يمكن لكل شخص لديه القدرة والتأهيل والحافز أن يفعل ذلك. المهم أن تكون المنشأة نفسها قادرة على إيجاد الجو والمحيط المناسبين للإبداع في النواحي المادية والنفسية والبيئية. يجب أن تتبنى قيادة المنشأة مفاهيم جديدة في مجالات عديدة من أهمها البحث الدائم عن المبدعين، والدفع بهم إلى الأمام وتحديد قدوات العمل من أصحاب الفكر المختلف والإنجاز المتماشي مع الأهداف أو السابق لها.
لا بد أن تحرص المنشأة على سبر الوضع العام، ومتابعة البيئة التي يعمل ضمنها الموظفون للتعرف على عوائق الإبداع والتخلص منها. لا بد أن تستمر المنشأة في دعم الفكر الجديد والتعليم المستمر والدفع بالمرونة في التعامل داخل المنشأة والتخلص من المثبطين الذين يفقدون الموظف إحساسه بأهمية عمله والإضافة النوعية التي يقدمها.
يجب أن تكون الحوافز مقننة، حيث تدفع بالإنجاز إلى الأمام، ومع التحفظ على الفردية في مكان العمل، يمكن أن ننظر إلى الحوافز بمنظور مختلف يتجاوز مجرد اختيار رجل الشهر أو فريق الشهر وغيرهما من المفاهيم التي يمكن أن تطور وتصبح جزءا من المسارات القيادية داخل المنشأة ... وللحديث بقية.