المملكة: التحدي .. والتصدي

هذه مرحلة تنطوي على جملة تحديات. هناك حراب تتجه صوب خاصرتنا، وهي تأتي من عدة اتجاهات.
وثمة وعي لدى الحكومة بهذه الأمور، وهي تعمل جاهدة من أجل إعادة تفكيك الرؤى الخاطئة التي تحدث من هنا وهناك.
من المؤكد أن هناك رأيا عاما يعمل خصوم لنا من أجل اصطناعه بهدف تغيير المواقف والاتجاهات الإيجابية صوب المملكة. هذا فعل ليس جديدا. والقصة قديمة وتتجدد من وقت لآخر. ونحن بإذن الله قادرون على مواجهته بالطرق الدبلوماسية وبالسياسات الحكيمة التي اعتدنا عليها.
لكن من المهم أولا أن نسعى إلى التعاطي الواقعي مع مختلف القضايا. بالضبط كما فعلنا إثر أحداث 11 أيلول (سبتمبر).
لقد كانت الدبلوماسية لدينا تعمل بمنتهى الكفاءة من أجل مواجهة ذلك الطوفان الناتج عن تغول "القاعدة" وتسلط يدها الإرهابية على العالم، وكانت السعودية من أوائل الدول التي تعرضت للأذى بسبب غلو "القاعدة" وقراءاتها المتجنية للدين وأكاذيبها المستمرة.
وهذا ما تأسس لدى كل جماعات العنف التي تتمترس كذبا خلف شعارات الدين، وفي مقدمة أولئك "داعش" و"جبهة النصرة" وكل تيارات الرفض والغلو السني والشيعي التي تمثل بلاء على المسلمين وغير المسلمين، والتي تنبت كالعفن في مواقع وبؤر صراع المنطقة.
محصلة كل هذا الغلو، سعي خصوم إلى ربط كل هذا التنطع بالإسلام والمسلمين، ومحاولة توجيه جزء كبير من التهم إلى المملكة، وهذا فيه مغالطات، فالمملكة تأذت من إرهاب وتطرف هؤلاء.
بالمجمل: لقد عملت قوى متعددة وما زالت تعمل من أجل بناء رأي عام سلبي ضد المملكة.
إن من المهم أن يعي أبناؤنا وبناتنا هذا الأمر، وقبل ذلك من الضروري أن يدرك هذه الحقيقة بعض علمائنا ومفكرينا الذين يغردون خارج السرب ولا يستحضرون هذه المسألة. لسنا بحاجة إلى آراء تعزز ظلما وعدوانا ما يسعى الخصوم إلى بناء رأي عام عنه. إننا في ظل هذا التحدي، نحتاج إلى التصدي بالحقائق والوقائع.
هذا ما تسعى إليه الدبلوماسية السعودية من خلال خطابها الذي ينطوي على الإقناع.
لكن كل هذه الخطابات تغدو غير ذات جدوى مع وجود خطابات مندفعة وغير مسؤولة.
نحن في المملكة، نتطلع للسلام مع الجميع. لم نكن في يوم من الأيام دعاة حرب واعتداء. وما تسوق له "القاعدة" و"داعش" وسواهما، من الجنون أن يتصور أحد أن له صدى أو تعاطفا على المستوى الشعبي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي