«رؤية السعودية».. جهد مبادر وخلاق يتوج بقمة «الـ 20» الكبار

«رؤية السعودية».. جهد مبادر وخلاق يتوج بقمة «الـ 20» الكبار
الرئيس الصيني مرحبا بالأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد في افتتاح قمة العشرين أمس.

"دائما ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة". مقطع استهلالي مؤثر ومعبر لنص رؤية المملكة 2030، وعليه يمكن قياس كثير من الجولات السعودية المبادرة شرقا وغربا لتنويع الحضور المثمر بقيادة عراب الرؤية محمد بن سلمان ولي ولي العهد ورئيس مجلس الاقتصاد والتنمية، فلا حدود لأفق الرؤية واتساع اتجاهاتها. الشرق كما الغرب شريك فاعل محتمل ومرغوب. والقوة مكامن تنطلق من عمق الأرض وثرواتها، وصولا للعلاقات القوية والمميزة ـ سياسيا واقتصاديا وثقافيا ـ مع الأشقاء والأصدقاء.

قوة الحضور
جولة الشرق السعودية الأخيرة بتنوع جهاتها، وبمضامين رؤيتها المرتكزة على الابتكار وإبداع الشباب اختتمت بحضور قمة مجموعة العشرين، لتلتقي مكامن قوتها وأجندة القمة هذا العام تحت شعار: "بناء اقتصاد عالمي إبداعي ونشيط، مترابط وشامل". الأمر الذي يعزز من حضورها دوليا على المستويين السياسي والاقتصادي وفقا لمراقبين.
والزيارات السعودية الأخيرة للشرق ليست استثناء من مجهودات كثيفة تبذل لنقل رؤية المملكة من أوراقها المكتوبة ورؤاها الطامحة لواقعها المنتظر، إذ لم يكتف مهندسوها والقائمون عليها من وزراء وتنفيذيين - كل فيما يخصه - بعرضها محليا وانتظار من تثيره سطورها خارجيا من شركات وحكومات، لتأتي الزيارات متتابعة، تعريفا للآخرين بمضامين الرؤية ومكامن قوتها. فمن باكستان إلى اليابان مرورا وانتهاء بالصين حيث التأمت قوى العالم العشرون. كان لرؤية المملكة ومستقبلها نصيب الأسد، ليس بالأماني وأحلام التنظير، ولكن بجدية الحضور وبقوة الأرقام وحقائق الفرص؛ اللغة الوحيدة التي يعيها الاستثمار وتدركها قوى الاقتصاد.
وكما حظيت شركات غربية أمريكية تكنولوجية وصناعية بفرص استثمارية واعدة قبل ثلاثة أشهر فقط، ها هي الشركات اليابانية والصينية تتسابق بدورها للظفر بعقود استثمارية كبيرة تتيح لها العمل في السوق السعودية بشروط ميسرة تنفيذيا ومثمرة تنمويا ووطنيا، إذ لا تغفل رؤية 2030 احتياجات المواطن سواء كان مستثمرا أو شابا طالبا للعمل، فالمنافسة الشريفة الخالية من عبث الاستحواذ وأطماع الاحتكار شرط أساسي وإلزامي يبعث المستثمر الأجنبي قبل المحلي على الاطمئنان؛ لأن العدالة مطلب لكل استقرار.
أواصر الثقافة
وفي السياق ذاته، تميزت زيارة الشرق بتوثيق العلاقات الإعلامية والثقافية إدراكا من قبل الجميع بحجم التلاقي الحضاري ومتانته على مر العصور، ما يعزز الحضور الاقتصادي المرتقب ويقوي من عرى التواصل وفرص النجاح بوصفه مكمن قوة حضاري لا يمكن إغفال آثاره الإيجابية في العلاقات السعودية ـ الشرق آسيوية بشكل عام، لتتوج اللقاءات التجارية والعلاقات السياسية بعقد اتفاقيات ثقافية وإعلامية متميزة على مستوى تبادل الرأي والمعارف والفنون، عبرت عنها بكثير من المحبة والجمال رمزية لوحة طريق الحرير للفنان السعودي أحمد ماطر المهداة بتوجيه من ولي ولي العهد للرئيس الصيني، وهي لفتة لا تقل في أهميتها وتأصيلها المعنوي عن ما هو قادم من علاقات مادية واقتصادية بدأت كثير من الجهات في استشرافها والتعويل عليها.
إذن، ليس من قبيل المبالغة القول إن تحويل الرؤى إلى واقع وقصص نجاح في طريقه لأن يصبح ملموسا أكثر من أي وقت مضى، فالعمل الجاد والجهد الخلاق لفريق الرؤية الحكومي بقيادة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد يبعث على الاطمئنان وعلى مزيد من الثقة، إذ يتكامل السياسي والثقافي والاقتصادي والفني جنبا إلى جنب للتعريف برؤية 2030 وتقديم فرصها ومكامن قوتها بتعدد المحافل وتنوعها على طبق من الحقائق والوضوح المعلن دون تمييز بين من تقدم له هذه الحقائق سواء كان مواطنا فاعلا أو مستثمرا بسيطا أو زعيما من زعماء الدول وقادتها.

الأكثر قراءة