توعية الحجاج

تدخل أشهر الحج الفاضلة، حيث تستقبل المملكة المسلمين من كل أنحاء المعمورة. هذا التجمع العالمي الأعظم الذي بدأ سنته نبينا إبراهيم عليه السلام، بعد تنفيذ أمر ربه ببناء البيت المعظم وجعله مقصدا لأفئدة الناس في كل زمان، يتبع المسلمون اليوم خطى إبراهيم بتعاليم النبي الأعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليهما وسلم، في حال من الانقياد والخضوع لله تعالى.
يستلزم كل هذا أن يكون المسلم متفرغا للطاعة، باحثا عن المغفرة، راغبا عن كل مشاغل الدنيا، فيكون - رضا الله - شغله الشاغل وهمه الأكبر. إن الحال التي وصفت تميِّز كل المؤمنين القادمين بعد أن بذلوا الغالي والنفيس للفوز بهذه الفرصة العظيمة لإكمال دينهم والخروج من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم.
هذه المفاهيم الأهم هي المسيطر العام على كل من يأتي لهذا البلد المعظم، وأقصد بكل الجميع، فإن شذ نفر بسبب عنصرية أو مذهبية مقيتة، فأولئك ليسوا من حجيج البيت ولا يصح وصفهم بهذه الصفة المقدسة عبر التاريخ، فإذا كانت دولة تتبنى هذه المفاسد وتحاول الإساءة لكل جهود الحج وتحاول تدمير كل ما يبنيه المسلمون من جسور المحبة وهم يقدمون إلى مكة بقلوب صافية، فكيف نصنف هذه الدولة بالله عليكم؟
أجزم أن أغلب الحجاج الذين يأتون من إيران مغلوبون على أمرهم، ففيهم قلة يمثلون الفئة التي أفلست ولم تجد سوى الحج لتدمر أصوله وتحرمه من قيمه الأساس التي تجمع قلوب الأمة وتقرب رؤاهم وتحميهم من تكالب أعدائهم عليهم، هذه الفئة الفاسدة تعين الأعداء على تفريق الأمة، وقد انتقدها كثيرون من أعداء الأمة قبل أبنائها.
الحياة التي يعد بها هؤلاء أمة الإسلام هي تلك التي يعيشها إخواننا في العراق وسورية واليمن، حياة الحروب والفقر والجهل والغربة واللجوء لدول ترفض دينهم وترفض أشخاصهم وتحارب كل ما يمثلونه، فأين بربكم الحكمة فيما يفعله هؤلاء؟
إن الأسوأ من ذلك هو أن يرى المسلم نتائج المذهبية المقيتة في جيرانه، ثم يسمح لمثل هؤلاء بشق الصف وتدمير الأمة التي تؤمن برب واحد ونبي واحد وقرآن واحد، هذا المسلم الذي قد يكون جاهلا بأهداف هذه المجموعات يجب أن نوعيه عن المخاطر التي يمثلها هؤلاء على الأمة حاضرا ومستقبلا .. ولهذا أفرد حديثا منفصلا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي