المملكة تتابع محاولات عالمية لتصنيع لقاح واق من حمى الضنك
توقع مسؤول رفيع في وزارة الصحة السعودية أن تساعد المحاولات الجادة عالميا لتصنيع لقاح واق من الإصابة بحمى الضنك، ومتابعة المملكة لهذا الموضوع، بصورة كبيرة في السيطرة على المرض.
وأكد لـ"الاقتصادية" الدكتور عبدالله عسيري، وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية، أن المملكة تهتم اهتماما كبيرا بمكافحة مرض حمى الضنك.
وأشار الدكتور عسيري إلى وجود لجان مشكلة على كل المستويات، تمثل الجهات ذات العلاقة بمكافحة المرض، مثل: اللجنة الوزارية لمتابعة حمى الضنك، ولجنة الوكلاء لمكافحة نواقلها، واللجان التنفيذية في المناطق الموجودة فيها الحمى، التي تعتمد على التنسيق والتعاون بين هذه الجهات، حسب دور كل جهة في مكافحته.
وأوضح أن وجود مرض حمى الضنك مرتبط بوجود البعوض الناقل للمرض (الإيدز)، مشيرا إلى صعوبة القضاء عليه، ولذا فإن المطلوب هو العمل على السيطرة عليه وتقليل كثافة انتشاره.
ولفت وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية إلى أن المرض والبعوض الناقل له ينتشران في أكثر من 100 دولة في العالم، ومنها دول متقدمة، مثل: ماليزيا، وسنغافورة، ولم تستطع أي منها القضاء عليه.
وقال الدكتور عسيري: "يعزى استمرار وجود المرض والبعوض الناقل له إلى الظروف المناخية والبيئية التي تساعد على تكاثر البعوض، مثل: ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وزيادة الأمطار وقلة تصريفها بسرعة". وأضاف: "كما أن التوسع في العمران والمشاريع الإنشائية الكبيرة وما يصاحبها من تجمعات للمياه وفرت بيئة مناسبة لتكاثر البعوض، ويمثل مكافحة مرض حمى الضنك تحديا كبيرا للدول المنتشر بها المرض".
وحول جهود وزارة الصحة في مكافحة الأمراض السارية وغير السارية، أوضح الدكتور عسيري أن وزارة الصحة، ممثلة في الوكالة المساعدة للصحة الوقائية، وضعت رؤية ورسالة طموحة تؤطر أعمالها بهدف استئصال وإزالة بعض الأمراض السارية وغير السارية، والحد من نسب الإصابة ببعضها الآخر، وخفض معدلات الوفاة، والإصابة بتلك الأمراض.
كما أكد حرص الوزارة على توفير أعلى جودة صحية ممكنة للمصابين بالأمراض، اعتمادا على تحسين الصحة الوقائية، باعتبارها الركيزة الأساسية لتعزيز صحة سكان المملكة.
وأشار وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية، إلى أنه بالنسبة للأمراض المعدية توجد برامج ذات أهمية عالمية وإقليمية تتولى منظمة الصحة العالمية رصدها، من أبرزها: برنامج استئصال شلل الأطفال، وهو برنامج عالمي لاستئصال شلل الأطفال من العالم، ولم تسجل أي حالة به في المملكة منذ عام 1955، وبرنامج إزالة الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف (منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط)، وبرنامج إزالة الملاريا (دول مجلس التعاون ).
وأضاف: "أما بقية الأمراض المعدية، فيوجد نظام للترصد الوبائي لهذه الأمراض ومعدلاتها، وإجراءات وقائية لكل مرض حسب طريقة مكافحته"، لافتا إلى أن كثيرا من تلك الأمراض انخفضت معدلاتها في السنوات الأخيرة، خصوصا الأمراض المستهدفة بالتحصين.
وأكد الدكتور عسيري أن الوزارة تعمل جاهدة لخفض معدلات الأمراض المعدية الأخرى، والتغلب على الصعوبات المناخية، مثل مواسم الأمطار التي يتكاثر فيها البعوض الناقل لبعض الأمراض كالملاريا، وعمل إجراءات في منافذ الدخول للحد من دخول الأمراض إلى المملكة.
وبين أن من أسباب انتشار بعض الأمراض المعدية في المملكة، موقعها الجغرافي بين قارتي آسيا وإفريقيا، وكممر إلى قارة أوروبا، وكبر مساحتها، وكثرة المنافذ التي يدخل بها المسافرون، ومواسم الحج والعمرة التي يرد لها حجاج ومعتمرون من كل أنحاء العالم، بما فيها دول موبوءة بالأمراض المعدية والطفيلية، ووجود الملايين من العمال الوافدين، من بينهم القادمون من دول موبوءة بهذه الأمراض.
وأضاف: "كل هذه الأسباب جعلت وزارة الصحة تعمل على إيجاد آلية لمراقبة الأمراض المعدية والطفيلية ومكافحتها ومنع وفادة مسببات المرض إليها".
وأوضح وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية في هذا الصدد، أن المراقبة الوبائية للأمراض المعدية تمثل حجر الزاوية في نظام الوقاية والمكافحة للأمراض المعدية، إضافة إلى تطور العلاج وتوفيره من قبل الوزارة أدى إلى خفض معدلات الوفاة للأمراض المعدية إلى نسب متدنية جدا.
وقال الدكتور عسيري: "مثال على ذلك، المحافظة على خلو المملكة من مرض شلل الأطفال، وانخفاض معدلات الإصابة بالدرن بين السعوديين من 7.3 لكل 100 ألف في عام 2014 إلى 4.7 لكل 100 ألف في عام 2015". وحول جهود وزارة الصحة لمكافحة الأمراض غير السارية، أوضح وكيل الوزارة المساعد للصحة الوقائية، أن الوزارة اعتمدت استراتيجية وطنية لمكافحتها، تشمل أهدافا عدة، أهمها الوقاية الأولية من هذه الأمراض، وكذلك الكشف المبكر عنها، إضافة إلى توفير الخدمات التشخيصية والعلاجية للمصابين، وتحسين الخدمات الصحية، ورفع كفاءة العاملين الصحيين، مؤكدا أنه يجري العمل على تنفيذ هذه الاستراتيجية "بنجاح".