ضيوف الرحمن ودور المواطن
شرف الله – سبحانه وتعالى - بلادنا الطاهرة المملكة العربية السعودية وأكرمها بخدمة ضيوف الرحمن الذين يتوافدون إليها على مدار العام سواء للحج أو العمرة، والجهود التي تقدمها الدولة لا تخفى على أحد، فكل الأجهزة الحكومية تستنفر طاقاتها وإمكاناتها في مثل هذه الأيام لتقديم الخدمات ومساعدة الحجاج حتى يؤدوا الركن الخامس من الإسلام بيسر وسهولة.
لفت انتباهي الاهتمام الكبير من أمراء المناطق التي يمر عبرها الحجاج قادمين إلى السعودية، واستقبالهم للحجاج بالهدايا، والوقوف على الخدمات بأنفسهم كما حدث في نجران وتبوك، إضافة إلى الاستقبالات الجميلة التي طالعناها في المقاطع عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مطار المدينة من الأطفال والمواطنين واستقبالهم الحجاج بالورود والبخور.
لا شك أن خدمة الحجاج شرف كبير شرف الله به هذه البلاد وساكنيها من مواطنين ومقيمين أيضا، وخدمتهم لا تقتصر على الأجهزة الحكومية فحسب، بل لا بد أن يحذو المواطن والمقيم حذو رجال الدولة في خدمة ضيوف الرحمن، فلا أجر يعادل أجر خدمتهم، والخدمات بسيطة ولكن أجرها عظيم، يمكنك أن تسهم في خدمتهم من خلال إعانة حاج بأبسط الأمور.. مثلا تروي عطشه، أو تساعده على حمل متاعه، أو ترشده وتدله إلى وجهته التي يريد، وأن تزيد وتوصله إلى مكانه بمركبتك دون أن تطلب منه أجرا على ذلك، وأضعف الإيمان أن تبتسم في وجهه وتتلطف معه بالمعاملة،
وإضافة إلى الأجر الذي يمكن أن يناله كل من يخدم ضيوف الرحمن، فهؤلاء الحجاج رسل دولهم، وسينقلون ما يرونه من خدمات أو معاملة إلى أسرهم وشعوبهم، فلنحرص كثيرا على أن ينقلوا عنا كشعب سعودي وكمقيمين على هذه الأرض الطاهرة ما يسر وما يرفع الشأن.
أيضا للإعلام دور كبير في إبراز الخدمات التي تقدمها الدولة للحجاج، وتبيان كل تفاصيل دور رجال الأمن سواء في حماية الحجاج وحفظ الأمن وتنظيم خطة الحج والعمل على نجاحها، أو أدوارهم الإنسانية في خدمة ضيوف الرحمن وإعانتهم على أداء مناسك الحج ورعاية المسن منهم والطفل.
خدمة ضيوف الرحمن لا تقتصر على رجال الدولة والأجهزة الحكومية، بل يجب أن تتضافر جهود المواطنين والمقيمين، وأن يستشعر الجميع مسؤوليته، وأن يعين كل فرد ضيوف الرحمن بما يستطيع ولو بـ "الابتسامة".