رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


حج للعبادة .. خال من الغلو والجدال

تجري الاستعدادات على أكمل وجه لاستضافة الحجاج والمعتمرين وتسهيل أدائهم نسك الحج والعمرة وذلك في المشاعر المقدسة وفي مكة المكرمة وفي المدينة المنورة، وهي ليست أعمالا سنوية روتينية بل هي خطط متكاملة يجري تحديثها كل عام، حيث يسبق تلك الاستعدادات اجتماعات عدد من اللجان المركزية والفرعية في جميع الوزارات والهيئات والمصالح الحكومية، ويتم تخصيص المبالغ المالية لإتمام هذه الأعمال على أكمل وجه.
لقد اجتمع مجلس الوزراء في جلسته الأسبوعية الماضية وتناول ما يتعلق بالاستعدادات الحكومية والخاصة لموسم حج هذا العام 1437هـ، وقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى أن يكون حج هذا العام خاليا ــ بإذن الله تعالى ـــ من الحوادث والأخطاء وما يمكن أن يعكر صفو الحج والعمرة ورحب بضيوف بيت الله الحرام في بلدهم الثاني السعودية، مؤكدا أن الحج والعمرة عبادة وفريضة مقدسة يجب أن تخلو تماما من أي أعمال لا علاقة لها بالحج والعمرة لأن ذلك هو ما يوجه به ديننا الحنيف حيث لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج.
ولعل ما نشهده من تطوير في خدمات الحج ومشاريعه وتنظيماته شاهد على أن المسؤولية هي لب الإدارة وهدفها وطريقها الذي لا تحيد عنه، فموسم الحج يعد موسم استنفار أمني وخدماتي تشارك فيه جميع الأجهزة الحكومية دون استثناء، وهذه العناية الفائقة ليست وليدة السنوات الأخيرة التي تزايد فيها عدد الحجاج وتيسّرت فيها سبل الحج، ولكنها عناية ولدت مع ميلاد الدولة السعودية التي رأت أن من واجبات ولي الأمر القيام بنفسه على رعاية شؤون الحج، فهذا الركن العظيم من أركان الإسلام يميز المسلمين في عبادتهم فيتبعون في ذلك رسولهم - عليه أفضل الصلاة والسلام ـــ وكذلك الخلفاء الراشدين.
إن المملكة لم تكن في يوم من الأيام تنتظر من أحد جزاء ولا شكورا على قيامها بواجبها الذي تستعين فيه بالله ـــ سبحانه وتعالى ــــ ثم بسواعد أبنائها من رجال الأمن والقائمين على الخدمات، حيث تنظر الدولة إلى موسم الحج على أنه شعيرة دينية ومصالح اقتصادية لكثير من المسلمين في الداخل والخارج، وتحرص الوزارات والمصالح الحكومية على استمرار تلك المصالح، بل دعمها أيضا دون أن تكون هناك رسوم أو ضرائب أو جباية من أي نوع كان، فالدولة لا تريد سوى نجاح موسم الحج وتحقيق مصالح البلاد والعباد. وإن خادم الحرمين الشريفين، وأفراد الأسرة المالكة كافة، والشعب السعودي، يرحبون بضيوف بيت الله الحرام ويتمنون لهم أداء فريضة الحج بكل يسر وسهولة.
إن موسم الحج لم يكن ولن يكون ميدانا للمهاترات ورفع الشعارات والإساءة، فالمملكة نهجها واضح وموقفها ثابت لا يقبل المساومة على أمن الحجاج، كما أن الدولة تضع ثقتها الكاملة في رجال الأمن بعد الله ــــ سبحانه وتعالى ـــ في منع حدوث ما يعكر صفو الحج الذي تعتبره المملكة جزءا من سيادتها وتحترم مَن يحترمها، كما أن خدمات الحج نشاط موسمي ضخم يسهم فيه القطاع الخاص الذي يدعم جهود الدولة، حيث تصب جميع الجهود في سبيل راحة الحجاج، فالحج عبادة دينية ومنافع دنيوية، كما أن التنافس بين الشركات والمؤسسات التي تمارس أنشطة تخدم الحجاج هو ظاهرة صحية، إذ يتم توجيه جميع تلك الأنشطة إلى الالتزام بالتعليمات والقرارات التنظيمية التي تصدرها الجهات المختصّة لضمان حصول الحجاج من الداخل والخارج على أفضل خدمة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي