رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


التواصل والتحصيل

يوافق الجميع على أن الانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي له أثر سلبي في تحصيل الطلبة في مختلف المستويات الدراسية، لعل طلبة المراحل الدراسية الأدنى أكثر تأثرا بوسائل التواصل من أقرانهم الأكبر سنا. كل هذا تؤكده مشاهداتنا في المجتمع بشكل عام.
المهم أن هذا التوقع ثبت من خلال دراسة بريطانية حديثة، أكدت أن انشغال الطلبة بوسائل التواصل الاجتماعي يسهم في تقليص نجاحاتهم في سنوات الدراسة بشكل عام. هذا الإنذار يأتي في وقت أصبحت وسائل التواصل هذه أهم طرق استغلال الأطفال في تحقيق أهداف فاسدة وخطيرة على المجتمعات بشكل عام.
المخاطر الحاصلة من وسائل التواصل الاجتماعي غير محدودة، بل إننا نشاهد كل يوم المزيد من عمليات الاستغلال للصغار في هذه الوسائط من خلال استهدافهم نفسيا أو اجتماعيا أو دينيا أو وطنيا. يمكن أن نلاحظ الكم الهائل من التأثير اليومي للشخصيات المشهورة في هذه الوسائط.
يستخدم هؤلاء كوسيلة لتحقيق أهداف تجارية في حالات كثيرة، كما أنه يمكن استغلالهم في توجيه الشباب والفتيات نحو ممارسات أو عادات جديدة لا يعرفها أكثرهم. بغض النظر عن إيجابية وسلبية هذه الممارسات، نحن نتحدث عن دور مهم وتأثير أخطر لمشاهير التواصل الاجتماعي.
ثم إن الإشكالية الأهم اليوم هي أنه لا يمكن أن يتحكم أحد في كيفية صنع النجومية في وسائل التواصل الاجتماعي، فأغلب من يحظون بالمشاهدات الأكبر لا يمكن قياسهم بمعايير مترابطة تشرح كيف وصلوا للشهرة، المهم في المجال أن هناك من أعجب بطريقة عرض الأشخاص لأفكارهم أو أسلوب حياتهم أو حتى أشكالهم وهذا ضمن لهم المزيد من المعجبين والمعجبات.
نعود هنا لنقطة الصفر حيث إن من يتخذ مثل هذه القرارات هم المتداولون الذين قد تكون اهتماماتهم مختلفة تماما عن أولويات الأسرة أو ما يعتبره المجتمع الشخص السوي المستحق للمتابعة والإعجاب. هذه إشكالية وقعت فيها دول شرق آسيا التي كانت إلى وقت قريب قادرة على تكوين القادة والمنظرين المتحكمين في معايير المجتمع الذين يمكن أن ينظر إليهم الصغار فيقتفوا أثرهم.
العلاج لهذه الحالة يتطلب تعاونا مستمرا بين جهات التربية والتعليم والتنشئة وكل ما يمكن أن يتابعه الصغار بإعجاب وتقدير، أي أننا سنعود للوراء قليلا ونفرد المزيد من الوقت لأمور لم نكن نعطيها حقها من الاهتمام في برنامج التنشئة الأسري... وللحديث بقية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي